و الآخر . . قابلت مواساتي لها وحسن الضيافة بصفعةٍ غادرة لكني لم آبه لموقفها لأني ترفعتُ عن هذا المستوى الضحل من العلاقات الإنسانية المهزوزة ، و عزوتهُ إلى سطحية التفكير وسوء الاتصال الرحيم بالآخرين ، بيد أن صفعتها تلك اقتحمت دفتر ذكرياتي رغماً عني ، غرقتُ في سباتٍ عميق جراء المجهود الذي بذلتهُ طوال . .
ها هو الصباح يفرك مقلتيه و يطرق أبواب الحياة و أنا ما زلتُ تحت تأثير الابتسام كالطفل الذي يناغي الملائكة . . . وسط الجو المشبع بالكبت أناديكِ :
- أمي إني وحيدةٌ بين الجموع البشرية ، مابين الحقيقة والخيال أحفر في جليد الروح منحوتاتٍ لطيف الحب لكن كل شيء يذوب من حرارة عيني العاشق المنحوت لينهار الصقيع متحولاً إلى ربيعٍ مولودٍ بين أغصان الأشجار ، هنا على هذه الجذوع البنية سأنحتكَ قِبلةً تسافر مع الربيع إلى أي بقعةٍ من العالم .. ببادلونني العبوس أندهش من صراخهم في وجه الزهر الحنون قمة الصعوبة ألا تربطك علاقة حميمة بالذين يشكلون غلافك العاطفي من فرحٍ وأسى .. قطةً أموءُ في عراءالإحساس
الصفحة - 73 -
رواية ابنة الشمس*
الروائية أمل شيخموس
بين أناسٍ يتشبهون بالإنسان من الخارج ، أما الداخل فمنظرٌ مروعٌ لقلوب وأجساد مليئةٍ بالمسامير والدبابيس ، أشرقت بدموعي السكرى لهذا الجفاف المدمج بأشواك الفراغ ، لم يعرني أحدٌ بعض الثوينات من وقته الثمين أولئك المزيفون الذين لايمتون للإنسانية بصلة ما يزال موائي ينتشر في الأجواء ولا أحد يحاول إعارته بعض الدقائق .. عزيمتي الهشة كحركاتٍ هوائيةٍ يائسة لامعنى لها ولا طعم تقوى فجأةً لإستجلاب المزيد من الفوضى ، هذه أفكاري الذي لايزال اليراع جائعاً لتدوينها لينتصر صوت الإنسانية وينسكب القمر في قلوبنا . حاولت الصعود إلى سطح الدار كي أنتشل ذاتي من التيارات الشجية التي حاصرتني ، فصدري يشتعل كالتنور إثر مواجهةٍ مع زوجة أبي التي أدمنت على لعبتها المسلية في إزعاجي بيد أني لا أدعها تستمتع بشفاء غليلها بهزيمتي ، إنما أعمد إلى إشعارها بقوة شخصيتي و أن تحريضها لوالدي لا يعنيني بتاتاً رغم أني شديدة التأثر بكل ما يجري حولي من جرائم في حق طفولة أخواتي ، لكن ماذا أفعل علمتني الأيام أن أتظاهر بالشجاعة على ابتلاع
الصفحة - 74 -
رواية ابنة الشمس*
الروائية أمل شيخموس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق