بينما أحمد لا يشعرني بنظراته المباشرة إلى قوامي و محياي إنما راح يسترق النظر إليَّ بعناية ، نصف ساعةٍ و أم فضة تجرني إلى حلبة الحديث و تحاول تبديد الخجل الذي هبط عليَّ أمام أحمد الذي استأذن بالانصراف ، وما أن غادر حتى عاتبتني أم فضة قائلة :
- لِمَ كلُ هذا الجفاء ؟ إنه مجرد ضيفٍ لا تدعيه يأخذ عنك صورة انعزالية . .
- فأجبتها بعد أن أشعرتني بالذنب :
- لم أتقصد الأمر . .
- ردت أم فضة :
- حسناً لتثبتي لي ذلك أدعوك غداً إلى وجبة الغذاء . .
لم أجد بُداً من قبول زيارتها شرط أن أعود باكراً . هرولت أم فضة وراء أحمد معللهً لهُ حيائي . . لم ينبس أحمد إنما بات عندهم تلك الليلة . حثتني جدتي في الصباح التالي أن أرتدي أبهى ثيابي ، ذهبت إليهم ولم أكن أدرك أنه بات عندهم وما إن قرعت الباب حتى فتحه أحمد بنظراتٍ محمومة تكاد أن تلتهمني بلا رأفة ،
الصفحة - 79 -
رواية ابنة الشمس*
الروائية أمل شيخموس
استقبلتني أم فضة ببالغ ودٍ و قد اتسعت حدقتاها من جاذبيتي بهذه الثياب الأنيقة بنطال من الجينز الحبريِّ الفاتح و بلوزةٌ حمراء كُمُها قصيرٌ " ربع كم " فراحت تتنهد :
- يا أرض احفظي ما عليك .
جلستُ في الحجرة و تربع أحمد مبتسماً يقابلني و كأنه يعرفني منذ أمدٍ قصيٍّ . لم أنظر إليه إنما رحت أجامل أم فضة على هذا الموقف العسير ، انتابني شعورٌ بوجوب محق الوهن في أعماقي و الظهور في حلةٍ اجتماعيةٍ حبيبةٍ إلي ، فأخذتُ أتجاذب الحديث مع أحمد لم أتجرع القهوة و رداً على إلحاحها أجبت : إني صغيرة على احتساء القهوة . . انفجر أحمد ضاحكاً من أجوبةٍ عفويةٍ تند عن فتاة في الخامسة عشرة من عمرها ، غاص وجهه في سرورٍ صادقٍ عميقٍ و عيناه العسليتان ترنوان إليَّ و هو يتمتم :
- يالها من خارقة حقاً . .
الصفحة - 80 -
رواية ابنة الشمس*
الروائية أمل شيخموس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق