الجمعة، 10 ديسمبر 2021

ابنة الشمس ص 81و 82 بقلم أمل شيخموس

انصرفتُ سريعاً ولم أمكث عندهم إلا عشرين دقيقة كان أحمد شديد الإعجاب بشخصي البريء و اندثر في ابتساماتي إلى أمدٍ بعيد . . أخبرت جدتي بما حدث فأردفت : 
- و أي بأس في ذلك . . إنه شاب حنون . . 
آنها أدركت أن جدتي أيضاً لها ضلعٌ في ذلك المخطط و أمام هذا الطارئ الذي اعترضني تناوشتني أفكار جمة بشأن خطبة أحمد المحتمة الحدوث فأم فضة أتت فيما بعد و أنبأت جدتي بأنه فُتنَ بحفيدتها و أنه يبغي الجلوس معها منفردين و لو قليلاً كي يتعرفا على بعضهما قبل الخطبة . . اقتنعت جدتي بذلك ، في بادئ الأمر رفضتُ بشدة بيد أن أم فضة ألانتني بعباراتها بأنه يصلي و يقرأ القرآن و له وجاهتهُ فإلى جانب الوظيفة يجيد صنعة الحلاقة فضلاً عن إتقانه اللغة الروسية و الفرنسية و قد انجذبت روحه إليكِ عدت للاحتجاج بأنهُ لا يجوز له الوفود إلى بيت جدتي تحسباً من الرُقباء ، فاقترحت أم فضة أن نترافق غداً في نزهةٍ بين ألوان الطبيعة . . سرنا في اليوم التالي شوطاً قصياً عن الأعين ، أطلَّ أحمد بمحياه المشرق بنور 

الصفحة - 81 - 
رواية ابنة الشمس* 
الروائية أمل شيخموس  

الحياة و حيا أم فضة من بعيد و صاحَ بصوتٍ مرتفع أأستطيع مشاركتكما في التنزه . فأجابته أم فضة :
- بالتأكيد .
أما أنا فأخذتني الحيرة إلا أني تشبثتُ في داخلي بعدم الانسحاب فحثثتُ ذاتي كي أبدو أكثر صلابةً و أظهر بصورة لا انزواءَ فيها و لا خوف من الرجال ولو مؤقتاً . 
غمر الابتسام وجهه و هو يدنو منا وقد جلسنا ثلاثتنا على العشب متقابلين و سرعان ما انسلت أم فضة من بيننا بذريعة جمع البانونج المنتشر قرب شجيراتٍ تبعد عنا بضعة أمتارٍ ، ابتعدت أم فضة بحيث ترانا و لا تسمع الصوت هي تهدف إلى تحدث أحمد معي عن كثب ، تأملت ألوان الزهور من حولي ولم آبه لنظراته حتى أدخل يده في جيبه و ملأ قبضته من البزر أعطاني إياه قائلاً :
- إن أمي حمصتهُ بيديها . . 
و بدأ يقشر البزر :
- لذيذٌ أليس كذلك ؟ 
- فأومأتُ إنهُ لذيذ . 

الصفحة -  82 - 
رواية ابنة الشمس* 
الروائية أمل شيخموس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

رب الــعــزة بقلم أَرْكَانُ الْقَرَّهْ لُوسِي

رب الــعــزة عـام نرجـو فـيه مـن إلاله الـخـير الـوفير والـبركات يارب أنعم مـا ترتضيه لنا مـن لدنك يارب السماوات فماخاب من لجأ لإله ورب لايح...