إنقلاب الفكر العربي
و حديثي اليوم إليك ياولدي, فما تراه اليوم على شاشات التلفاز غريب, وأفهم نظرة الإستغراب التي تدور في عينيك, وهما يتنقلان بين التلفاز وبيني..
فقد أنقلبت المفاهيم بل أنعكست إنعكاس كلي, وما حدثتك عنه لم يكن إختراع من أبيك, لكنه كان حقيقة واقعة..
فقد كنا نعتقد أن العميل هو من يتعامل مع المخابرات الأجنبية, وخاصة الأمريكية والتي تعرف بالسي أي أيه..واليوم يتبجح الكثير من العرب بذلك, وهم من النخبة..
وكنا نعرف أن من يتعامل مع الكيان الصهيوني يصتف خائن’, وقد يعدم من يشتبه في تعامله معه, ويسجن من يتلفظ بكلمة (إسرائيل), وقاربنا أن نقرؤها في كتاب الله خلسة, واليوم صار علمها يرفرف فوق أجزاء كبيرلا من وطننا العربي, وإسرائيل صارت دولة صديقة وثد تصبح شقيقة.
وقد كنا نفخر بمن يحمل السلاح ليدافع عن فلسطين ونقول عنه فدائي, ولكنك اليوم ترى أن فلسطين أصبحت غزة وضفة وأريحا, وثد تتلاشى وتندثر, وصار نعت الفدائي يالإرهابي هو السائد.
ةقد كنا نرى أن العرب كالجسد الواحد إذا تداعى منه عضو سهرت له كل الأعضاء بالسهر والحمى, أما اليوم فقد صارت بقية الأعضاء تنهش كل عضو يشعر بالألم, وتستعدي عليه بقية الأعضاء..
وقد نشأنا على لاءآت ثلاث, لاصلح ولا تفاوض ولا أعتراف..واليوم ترى أنها نعمات ثلاث بل قد تمت إضافات عليها نعمات أخرى..
وكنا لاننام الليل إذا تم أسر أحد الفلسطينيين, أما اليوم فنراهم بالألاف ولا نهتم..
وقد كنا نعتقد أن جامعة العرب جامعة لهم, وهي منهم وإليهم..أما اليوم فقد صارت عليهم, ..وهي تجمع الأضداد, وهذا مالم تعرفه الأمم..
وكنا زمان نرى أن وجود أي أجنبي فوق ترابنا بدون إذننا إهانة, أما اليوم فقد صار فخر, وهو بأخذ بيدنا ليعلمنا كيف نسير حتى لا نتعثر..
وزمان كنا نعتقد بالخطأ أن تحرير أرضنا واجب علينا أما اليوم فقد أصبحنا نراه هبة من المجتمع الدولي المتناحر..
فهل كنا على ضلال ياولدي؟
الهادي خليفة الصويعي/ ليبيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق