بقلم… عماد فرح رزق الله
الدولة مصر
رقمى. 01014476854
جلست الصبية التى عمرها الثالث عشر.
الى جانب امها تستمع اليها وهى تروى لها رواية ابيها الراحل؛ ورغم ان الصبية لم تذكر عن ابيها منذ ان فارقها من سنوات سوى الشئ القليل.
حينما كان يحملها ويداعبها الاانها كانت.
تشعر بانه كان قريبا منها وانفاسه تلاصق انفاسها.
نظرت الام بحنان كبير الى ابنتها وهى.
تقول: حسنا… لقد اعدت عليك الحكايه
عشرات المرات لكنى لن اخيب رجاؤك مادمت لاتشبعين من سردها.
انه.. ابى افتقدته يامى؛ لو انه كان معنا.
لكانت حياتنا افضل.
كان ابوك رجلا شريفا فاضلا..
وكانت يده نظيفه عرف بين اقرانة بالنزاهة والاخلاص.
ولكن هكذا شاءت الاقدار ان يفارقنا فى ساعة.. لم نكن نحسب حسابها. لقد مات. مقتولا اتدركين ذلك؟
رفعت الصبية راسها من خلال شعر اشقر وعينين صفراوين قائلة :
ادرك ذلك يامى وافهمه.
كان عائدا عصر ذلك اليوم الى الدار
واذا بيد غادرة واذا بيد غادرة تطلق عليه النار ثم تلوذ بالفرار..
هكذا كانت الحدثه كما رواها شهود عيان. ترى من فعل ذلك.. هل كان له اعداء؟
لا يابنتى لا.. لم يكن له عدو البتة.. لقد احبه الناس بعد ان بادلهم ذلك الحب.
والجانى الم يعرفة احد؟
اتظنين ان اباك فقط قتل على هذة الصورة. الاف مثلة قتلوا قتلو هكذا
وليس ثمة خيط رفيع لمعرفة الجناة
او هكذا يقولون.
اين القضاء من هذا كلة؟
واين هى العدالة؟
اتعقل ان تزهق ارواح الناس دون معرفه الجناة..
ما تزالين انت على الفطرة ياحبيبتى…
ان هذا الوطن يعيش الان واليوم اسوا اوقاته.. لم نكن نعرف هذا من قبل
الا انه منذ ان جاء الاحتلال الى اوطاننا
تغيرت الاخلاق وسادت الفوضى.
واضطرب الامن والامان..
من جديد احتضنت الام ابنتها وغمرتها بوابل من القبلات.
ليست لها سواها وهى بذرة ابيها. تؤام روحها..
لم تعد لذة الحياة مجدية لولا انها بقربها.
ياله من جرح اليم يمزق فؤادها كل يوم بل كل ساعه
منذ رحيل زوجها العزيز..
اصبحت حياتها خاويه منذ ذلك الحين.
غير انها تجد فى ابنتها ملاذا فى هذة الحياة.
كل ساعه تتذكر الحادثه حتى فى نومها..
حادثة مشئومة جزعت لها جزعا..
حتى تفيق وتجد فى ابنتها الملاذ الوحيد.
ووجه ابنتها يحيى بادرة امل تلوح لها من بعيد..
تنقذها من جحيم الفراق الذى يجتاح كيانها..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق