العاشقُ عاقلٌ
بقلمي أنور مغنية
حوريةٌ أطلَّت من خلفِ ردائها
والوجهُ في الليل كالبدرِ بدا
حباها اللهُ من نبعِ الشفاهِ رضاباً
جوريةٌ ، عطرةٌ ، شذيَّةٌ
مكللة بالندى
والكحلُ في العينِ
مثل جرح الليل سرى
فوق رمشٍ عنيدٍ
على الحاجب تَمَرَّدا
نازعتُ فيها عقلي بجنوني
حتى خِلتُ جنوني هذا سرمدا
وأصيلُ الشمسِ في حُمرتهِ
اختار من خدِّها له مرقَدَا
كأنَّ الصبحَ لو أراد يأتي
حجزَ له في جبينها مقعدا
في صوتها اجتمعت ألحانُ العصافير
وفي حضنها نارٌ ولهيبٌ تَوَقَّدا
انهارت حروفي بين أصابعها
فكيف اليوم ليدي
أن تكتبَ أو أن تغدقا ؟
وكيف لشِعري
أن يجودَ بفحواهُ
وكيف للأفكار
أن تسموا وأن تصعدا ؟
لو نظرتَ إلى عينيها
لالتبسَ عليكَ
أكانت تلك العيون أرضاً
أم سماءً أم فَرقَدا ؟
شُهُبٌ ونيازكٌ أضاءت على جسدها
وبراكينٌ تثورُ على غيرِ هُدى
جمالٌ لا أحسبُ مَن مثلهُ
ولا أحسبُ أنَّ اللهَ
غيرهُ قد أوجدا
لولاها ما عرفنا الورد
ولا أينعَ الزمانُ
ولا أجحدَ إنسانٌ أو ألحَدا
يضيعُ أمامها العقلُ فتهذي
لا فرق حينها بين الشفةِ أو الخصرِ
ولا تعرفُ منكَ أين اليدا
من قالَ إني مجنونٌ
فيا فرَحي
قد قال عني عاقلاً
دون أن يقصدا
فما جُنَّ عاشقٌ من هواهُ
فالعاشقُ عاقلٌ
حين بالحبِّ ابتدا
أنور مغنية 06 12 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق