صديقة الشتاء
ويمرّ على رحيلك
شتاء يتلوه الشتاء
وتلتحف الأشجار كعادتها
فساتين الزفاف البيضاء
ويلتحف البحر أمواجه
ويعود القمر أدراجه
غائما حزينا كل مساء
الجو في الخارج
موحش مُربِك
كل الشوارع مقفرة
كل المقاعد من وحدتها ضجرة
أما المصابيح
مرتبكة، مرتجفة
تستمدّ من نورها الباهت
أمام أباطرة الصقيع
صمود الغانية العذراء.!!!
وأنا كعادتي
قابع أمام المدفأة
تقاسمني حزني
منتظرا أميرتي الحسناء
عساك من خلف النافذة تطلين
ولأشواق ذاك الباب تطفئين
فتعيدين له الأمل في البقاء
فأهرع إليك يا نبض قلبي
بحنين الصحاري
لضم قطرة ماء
لأزيح شال الفرو عن كتفيك
وحبات الثلج
عن القبعة السوداء
ثم أستيقظ كعادتي
على قهقهة الريح
ثعبث في أرجاء غرفتي
و رنين الساعة البلهاء
تنبئني بإنقضاء ليلة أخرى
من مواسم البكاء
أتراك تذكرين يوم إلتقينا؟
وتعانقنا في الحب فإنتفينا
ننشد دفء يقينا برد الشتاء؟
ثم أستيقظ كعادتي
عن مقعدي العجوز
المتأوه من برد الشتاء
لأجول في القاعة طويلا
ثم أهرع لوسادتي الحمراء
مكتئبا عليلا
عاتبا في إستياء
قد زارنا الشتاء من جديد
فأين أنت يا صديقة الشتاء
بقلمي أنا حسن المستيري
تونس الخضراء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق