الأربعاء، 8 ديسمبر 2021

صديقة الشتاء بقلم حسن المستيري

 صديقة الشتاء


ويمرّ على رحيلك

شتاء يتلوه الشتاء

وتلتحف الأشجار كعادتها

فساتين الزفاف البيضاء

ويلتحف البحر أمواجه

ويعود القمر أدراجه

غائما حزينا كل مساء


الجو في الخارج

موحش مُربِك

كل الشوارع مقفرة

كل المقاعد من وحدتها ضجرة

أما المصابيح

مرتبكة، مرتجفة

تستمدّ من نورها الباهت

أمام أباطرة الصقيع

صمود الغانية العذراء.!!!


وأنا كعادتي

قابع أمام المدفأة

تقاسمني حزني

منتظرا أميرتي الحسناء

عساك من خلف النافذة تطلين

ولأشواق ذاك الباب تطفئين

فتعيدين له الأمل في البقاء

فأهرع إليك يا نبض قلبي

بحنين الصحاري

لضم قطرة ماء

لأزيح شال الفرو عن كتفيك

وحبات الثلج

عن القبعة السوداء

ثم أستيقظ كعادتي

على قهقهة الريح

ثعبث في أرجاء غرفتي

و رنين الساعة البلهاء

تنبئني بإنقضاء ليلة أخرى

من مواسم البكاء

أتراك تذكرين يوم إلتقينا؟

وتعانقنا في الحب فإنتفينا

ننشد دفء يقينا برد الشتاء؟


ثم أستيقظ كعادتي

عن مقعدي العجوز

المتأوه من برد الشتاء

لأجول في القاعة طويلا

ثم أهرع لوسادتي الحمراء

مكتئبا عليلا

عاتبا في إستياء

قد زارنا الشتاء من جديد

فأين أنت يا صديقة الشتاء


بقلمي أنا حسن المستيري


تونس الخضراء



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

أتخيل هذه اللوحة الفنية بقلم نورهان محمد علي

أتخيل هذه اللوحة الفنية گ بوابة السنة الجديدة 2025 لمن يمر منها يتمني ويدعو الله أمنيته علها بداية جميلة بذكره علها نبض يتجه ويصح وجود...