البُكاء علي فِراقك يا أمي.
أبكي حين أتي إلي البيت ولا أجد صوت أمي.
أبكي حينما أمرض ولا أجد أمي.
أبكي عندما تأتي الأعياد وأمي وسط المقابر تحتفل مع الموتة وتاركة أولادها.
تدري يا أمي أصبح العالم باهتًا جدًا أصبح دنسًا بالذئاب.
أمي متي سوف تعودي لنا مرة أخري؟! أمي أريدك بجواري أحتاجك يا أمي،لم أذق ألمًا أعظم وأقوي وأشنع من ألم فقد أمي، ماتت أمي فمات الزهر، فمات الورد، لم يعد العطر عطرًا، ماتت الحبيبة، ماتت الدنيا، ماتت المدينة فأصبحت شوارعها مظلمة، أمي مشتاق لضحكتك، لسبحتك، كنت أستيقظ كل يوم على صوتك وأنتِ تقرئي آيات من القرآن الكريم، الآن أخبريني على أي صوت أستيقظ أنا؟! أمي أخبرني، أرجوكِ يا أمي تحدثي معي، أقبل يدك من الآن، من الذي يفتقد حضوري، من الذي يتصل بي عدة مرات لكي تعرفي أحوالي، كل يوم أتذكر هذا اليوم الشنيع أرى أمي في الكفن وغطاءً علي جبهتها، وما زالت الصدمة عالقة في قلبي، تمزق قلبي، وكادت الدموع تحرقني بل أحرقتني، سأبكي حتي تجف الدموع، فقد تورمت خدودي وقاربت علي الجفاف، سأنتظر، وأنتظر، وأنتظر، رغم أنني أعلم لن تعودي ولكن ليس بيدي حيلة، كيف يطاوعني قلبي على الفرح وأمي تحت التراب؟!
القلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق