طوق النّجاة
إلهي وربّ السماوات هبني.
من العزم درعا يقيني الجحود
بأنعامك الكثر طهّرت روحي.
وأهديت قلبي سبيل السجود
فلا الموت يُفن مصير إبن آدم.
وما القبر إلاّ تخطّي الحدود
لِدُنيا كأوراق أشجار تُلقى.
بريح عتيد فكيف تعود
فلا دام ملك لكسرى و قيصر
ولا مجد عنتر و باقي الجدود
لعمري إذا ما وضعت بقبري.
و مدّت عليّا ثقال اللحود
سأُدعى لأُسأل بكلّ ذنوبي.
وماذا زرعت ليوم الخلود
على الله رزق الطيور الجياع.
تجوب القفار وملأ تعود
فيا إبن آدم لماذا تسارع.
بجني الخطايا لكسب النقود
سيأتيك موت على حين غرّه.
وقد خلت تحيى طوال عقود
على أذرع الأصدقاء ستحمل.
ببيض القماش مغطّى وحيد
لتسكن قبرا صغيرا كمثلي.
فإمّا شقيّا وإمّا سعيد
فإن كنت أعددت حسنى ستفرج.
بملقاة ربّ غفور مجيد
وإن كنت يوما ظلوما جهولا.
ستلقى جهنّم و ماءً صديد
ترى ما تقول وماذا ستفعل.
مؤكّد ستندم و ترجو تعود
ومهما رجوت فلن يستجاب.
فقد كنت تدعى وتنسى الوعيد
فحاذر تبالغ بعشق الحياة.
فتغدو لنار جهنّم وقود
وما دمت حيّا تذكّر كلامي
ولله سارع بقلب مُريد
بسعي عظيم و رُحما يتيم.
وصدق وحمد وعلم مفيد
وأكثر صلاة تكون مفازا.
ليوم مهول بطول عهود
فتنجو مع الصّالحين وترجو.
لقاء محمّد و صحب عديد
صديقي إذا ما قرأت قصيدي
فبلّغه دانٍ وكلّ بعيد
وأهدي لروحي دعاء يكون
نسيما عليلا وأجرا مديد
(بحر: المتقارب)
إمضاء :حسن المستيري
تونس الخضراء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق