خرائط بالية----نثر
رسمتُ على خارطة العرب
كماناً يغني وعوداً حطب
رسمت الأماني
وأحلاماً بصمتٍ
أظن لغيثي دنا واقترب
رسمت فوق شطآن الخليج
جبالاً تطل على بحر العرب
تنزاح بأحلامنا إلى جزر
نائية تقيم ثكلى
قسَّمها الدخان إرباً
إرب
وطار الحمام كأسراب جياع
كأن اغتراب السنابل صار مباحاً
وموت الشواطئ صار
قاموس العرب
هدَّ النعاس حروف التمني
وبان اكتحال المرايا بوجهي
غباراً يشد الرحال
فصحراء قومي تموت برملٍ
وماءٍ نضب
وحتى النخيل تقزَّمَ خوفاً
فصار هزيلاً
ومن قال يوماً نما وانتصب
رسمت الخرائط،كل الحدود
وشطآن قهرٍ
وكل السدود
وغاباتٍ من الأعلام
ترفرف دون ريح
فهل لي بعد هذا
أغني حزيناً لأرض الجدود
بالتاريخ أرسب دائماً يا أخوتي
فلا التزوير يسكنني ولا
الأحلام ترسم في خرائطنا
الحدود
لا تقتلوا قلمي وألوان اختلاجاتي
ولا سبورتي السوداء
فعلى مساحة حزنها
سكن الظلام
ورغم كل تساؤلات الحالمين
لم نرَ النور ولا
بعض الردود
دعوني أكمل رسم خارطتي
بحجم أعدادنا الحالي
فربما
نضطر بعد هنيهات طوال
أن نرسم أضعاف الخرائط
أو ربما
نحتاج ألف ألف وثيقة
لنثبت أننا فعلاً عرب
فابن خلدون كان سلاحكم
لكنكم جردتموه سيوفه
وحافياً منكم هرب
ورسائل الغفران هانت عندكم
بقصيدة عمياء أبدلتم منارتها
كأنَّ عكاظنا مخر العباب
وصار مزمار الطرب
أوَتسألون اليوم
عن جوازات السفر
عن لاجئ ببلاده يوماً عبر
صار الغريب بأمتي
هوَ آمنٌ
ونحن صرنا المبتدأ
وهو الأصيل لها ومن ثم الخبر
لا حاجة لخرائطي
فقد أضحت صور
وكل ما آلت بنا الأيام قلنا
لاشيئ إلا أنه
هو القضاء والقدر
ماتت بساتين العروبة كلها
ونحن اليوم
نجمع ماتبقى من ثمر
محمد قاسم ابو ثائر 2/12/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق