خاطرة بعنوان : احببتها
أحببتُها طبيبة لحنانها المبالغ فيه ، يُخَيّل إلي أنهُ من هَول ما رأت من آلام حتى أنها باتت تبالغ في تأثرها بكل ما يلُمُّ بي ، أظُنها باتت تخشى أن يصيبني شيء مما تراهُ كل يوم .أحببتُها طبيبة لعاطفيتها المُفرطه ، لقدرتها على معرفة ما أود قولهُ دون أن أنطق ، كُنتُ أتعجب من تلك المقدرة العجيبة التي تملكها ، لكنني أدركت أن إنصاتها الدائم لبوحِ مرضاها جعلها تستطيع الولوجُ أيضاً فيما يكتمون و كذلكَ الحال معي .أحببتُها طبيبة لقدرتها على ملامسة أوجاعي و سكبِ فيضٍ من حُبها فيه ، أحببتُها طبيبة لأن الشِفاءَ يسكنُ مُقلتيها ، كأنما اختارها الله لهذهِ المهنة و ملأ جوفها و قلبها بلسماً لكلِ داء.أحببتُها طبيبة لشدةِ ذكائها ، تُذهلني بكم الكُتب العلمية التي تقرأها دون ملل ، أحُب شغفها فيما تفعل، أحبُ حديثها الممل عن أمراضٍ لا أفقهُ عنها شيئاً، تُضجرني كثيراً لكنني دونَ إدراكٍ مني أجدني أغوص في بحرها و أتعلم منها الكثير، أعشقُ لمعةَ عيونها حينما تنجح في أمرٍ كانت قد بدأت فيه، أعشقُ عصبيتها حين يقترب موعد عملية أو اختبار يشغلُ بالها ، أعشقُ إنسانيتها و تفكيرها في أسقامِ الأخرين، و كم أعشقُ ذلكَ المعطفَ الأبيض حين ترتديه ، تبدو كزهرةِ ياسمين ، كملاك ، كسحابةٍ تُزينُ سماءَ عُمري.أحببتُها طبيبة لقُوتِها ، لقدرتها على مواجهة الكثير ، كما فعلت مع دراستها للطب ، و مجابهتِها للكثير من الصعاب في مشوارها الدراسي ، أتكأ عليها اذا ما تداعيت ، أجدها سنداً اذا ما وقعت ، أحُاربُ بها و معها أحلكَ الأيامِ و الظروف.
أحببتُها طبيبة لأنني وددتُ أن تكونَ لي بِنتاً مثلها ، تحدو حُدوها و تَرثُ منها حُلمَ طفولتها ، تحملُ جينات أُمنياتها، و يجري في دمها شيءٌ من إصرار والدتها ، ترفعُ رأسي عالياً، و أكونُ فخوراً بكِلتَيهُما.
أحببتُها طبيبة لأنها دَائي بإضافةِ الواوِ ، ألمي بتبديلِ الميم و اللامِ، و لأنها تبقى دائماً طبيبتي بإسقاطِ الطاء و إضافةِ الحاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق