الجمعة، 10 ديسمبر 2021

احببتها بقلم رابح بوخلوط

خاطرة بعنوان : احببتها
أحببتُها طبيبة لحنانها المبالغ فيه ، يُخَيّل إلي أنهُ من هَول ما رأت من آلام حتى أنها باتت تبالغ في تأثرها بكل ما يلُمُّ بي ، أظُنها باتت تخشى أن يصيبني شيء مما تراهُ كل يوم .أحببتُها طبيبة لعاطفيتها المُفرطه ، لقدرتها على معرفة ما أود قولهُ دون أن أنطق ، كُنتُ أتعجب من تلك المقدرة العجيبة التي تملكها ، لكنني أدركت أن إنصاتها الدائم لبوحِ مرضاها جعلها تستطيع الولوجُ أيضاً فيما يكتمون و كذلكَ الحال معي .أحببتُها طبيبة لقدرتها على ملامسة أوجاعي و سكبِ فيضٍ من حُبها فيه ، أحببتُها طبيبة لأن الشِفاءَ يسكنُ مُقلتيها ، كأنما اختارها الله لهذهِ المهنة و ملأ جوفها و قلبها بلسماً لكلِ داء.أحببتُها طبيبة لشدةِ ذكائها ، تُذهلني بكم الكُتب العلمية التي تقرأها دون ملل ، أحُب شغفها فيما تفعل، أحبُ حديثها الممل عن أمراضٍ لا أفقهُ عنها شيئاً، تُضجرني كثيراً لكنني دونَ إدراكٍ مني أجدني أغوص في بحرها و أتعلم منها الكثير،  أعشقُ لمعةَ عيونها حينما تنجح في أمرٍ كانت قد بدأت فيه، أعشقُ عصبيتها حين يقترب موعد عملية أو اختبار يشغلُ بالها ، أعشقُ إنسانيتها و تفكيرها في أسقامِ الأخرين، و كم أعشقُ ذلكَ المعطفَ الأبيض حين ترتديه ، تبدو كزهرةِ ياسمين ، كملاك ، كسحابةٍ تُزينُ سماءَ عُمري.أحببتُها طبيبة لقُوتِها ، لقدرتها على مواجهة الكثير ، كما فعلت مع دراستها للطب ، و مجابهتِها للكثير من الصعاب في مشوارها الدراسي ،  أتكأ عليها اذا ما تداعيت ، أجدها سنداً اذا ما وقعت ، أحُاربُ بها و معها أحلكَ الأيامِ و الظروف.
 أحببتُها طبيبة لأنني وددتُ أن تكونَ لي بِنتاً مثلها ، تحدو حُدوها و تَرثُ منها حُلمَ طفولتها ، تحملُ جينات أُمنياتها، و يجري في دمها شيءٌ من إصرار والدتها ، ترفعُ رأسي عالياً، و أكونُ فخوراً بكِلتَيهُما.
أحببتُها طبيبة لأنها دَائي بإضافةِ الواوِ ، ألمي بتبديلِ الميم و اللامِ، و لأنها تبقى دائماً طبيبتي بإسقاطِ الطاء و إضافةِ الحاء
                                الكاتب : رابح بوخلوط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

يامن اتانى على الخاص طالب النجده بقلم توفيق المجعشي

يامن اتانى على الخاص طالب النجده فاليش تهرب وتسكت كن مانتَ جيت من مايــوم جيت للان صار لك مُــــده طلبت مني قصيده وانا لك سويت ماتدري انَ سك...