أنين الشوق
***************
سألت نفسي:
أَيِّهِمَا يُؤْلِم أَكْثَر الْغَيْرَة أَم الِاشْتِيَاق ؟
كَان حَدِيثَنَا الْيَوْمَ بَعْدَ أَنْ أنهيناَ أَعْمَالنَا ،وَعَدَنَا ...
احترتُ وتحيّرتُ!!
واحترتُ أَكْثَرُ فِي الْإِجَابَةِ!!!
استجمعتُ أفكاري ...
أَحْيَانًا نهجر أَنْفُسَنَا، وأحيانا تهجرنا ذواتنا، وتارة تهجرنا الْأَشْيَاءِ
الْجَمِيلَةِ الَّتِي أَمْتِعْنَا ذَاتَ يَوْمٍ ...!!
وَلَكِنْ مَا يؤلمنا لَيْس هَجَرَهَا
بَل جَمَال الْأَثَر والذكريات الَّتِي هزّت
قُلُوبَنَا وتركت فَرَاغا فِي النَّفْسِ
وَزرعت اشْتِيَاقا وشوقا وتشوقا..
كَانَتْ تِلْكَ إجابتي على سُؤَالِه..
أطرقتُ كثيراً
وَهو يتأملني خَلْف عدسات نظاراته ...
وَلَكِن نِظَارَتِه كَانَت تَبَيَّن مَلامِح اندهاشه بإجابتي . . .
لمحت ذَلِكَ وَلَمْ أَبْيَن لَه ...
وَلَكِن وَقَبْلَ أَنْ يَنْطِقَ قلتُ
لَه عطفاً عَلَى إجابتي الْأُولَى :
السُّؤَال الذي يفرض نفسه الْآنَ هُوَ :
هَلْ تُوجَدُ مَسافات
لِلْأَشْخَاص الَّذِين يعشون بداخلنا ؟!
فَزَاد استغَرَابه ودهشته ولمحتُ أَيْضًا حيرته..
وَلَم أَبْيَن
إنِّي أدركتُ ذَلِك ؛مُحَاوَلَة مِنِّي فِي الْمُرَاوَغَة . . .
نحجت محاولتي مَعَه ؛ فَطَلَب مِنِّي طَلَبا غَرِيبا :
وهو أن نذْهَب الْحِبْر . . .
أَجَبْته أَنَّ الْوَقْتَ لَا يسعفنا لِذَلِك كَوْن الجوء بارداً
وَأَنَا مُرْهِقَة أَيْضًا ..
والأغرب مِنْ طَلَبِهِ وَمَن اِعْتِراضِي . . .
أَنَّه تَنَفَّس بِصُعُوبَة
وَأَخَذ يُفَتِّش عَن سجارته . . .
وَأشْعَلَهَا وَقَبْلَ أَنْ يُكْمِلَهَا . . .
كنتُ أَتَمَنَّى أَقُولُ لَهُ عَمٌّ يَدُور
فِي أعماقي ، وَأَخْبَرَهُ أَنَّ هُنَاكَ مَنْ يَعِيشُ وَيَسْكُن فِي داخلنا ، ولكنهم قَد قتلونا فِي حُبِّهِمْ !!!
نَعَم أحْيَاء مَازِلْنَا ،وَلَكِنْ فِي الْحَقِيقَةِ مَاتَت فينا مشاعرنا
وجفت منابعنا من فرط أدمُعِنا، ومن فرط الحنين...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق