سبيل النجاح
تتدرج العلاقات مع الزمن و مسار يتطور
كما يقطع عمر الإنسان المراحل ثم يكبر
يلهو الصغير مع أترابه لا يكل و لا يضجر
يتغافل عن الخصومات يعغو و لا يكفهر
ينسى الأمس و لا يشغله الغد و لا يفكر
و كذا الكبار في البدايات يأخذهم الحبور
ينتشون باللقاء سعادتهم إهتمام مستمر
لا يشغلهم هم الغد قبيل توطيد الأواصر
يبلغ الطفل المراهقة و يظهر عليه التغير
يلج عالما جديدا في مخاضه صراع مرير
يسعى لإثبات الذات لا يهمه الا المنظر
كذا علاقة الكبار يتعاقب عليها مد و جزر
و عواصف يكتشف خلالها الطرف الآخر
يتاكد الفؤاد من نزاهة خله و أنه لا يتغير
يبلغ المرء سن الرشد و تقود عقله العبر
فقد راكم التجارب فغدا رصينا حين يقرر
كذاك العلاقة فبعد الثوافق يتم الإنصهار
يتوطد الوجد فيترسخ الوفاء و الإستقرار
يبلغ المرء الكهولة و سمته حكمة و وقار
يكتمل عقله لا ينزلق و لا يرتاب و يحتار
كذلك العلاقة تتوطد فلا تزعزعها الأخطار
تبلغ درجة الحكمة و البصيرة سراج منير
فتمضي بخطى حثيثة و التتويج المنتظر
ذلك ما عشناه و ذلك ما قطعه المشوار
نشأ بعفوبة الصغار فنما الحلم و المسار
كأنه سفينة أبحرت و تمخر عباب البحار
في حذر تنتبه للقراصنة و صفارة الإنذار
فهبت العواصف كحال المراهق المحتار
مضت الأيام و تأكدت القناعة و الإختيار
و توطد الوجد بيننا و أرواحنا في انصهار
تأكد أننا كيان متحد لا ينهزم و لا ينشطر
و غمرتنا السعادة و سلاحنا عناية القادر
و يقيننا في عطاء الكببر كبير و لا يتصور
فرحة لا يسعها الكون برمته و عم الحبور
كيف لا و وجودك سعادة و مدعاة للفخر
فطيفك أنيسي و صدى نبرتك كالشحرور
و محياك وضاح وسيم فسبحان المصور
انت مني و أنا منك و كلانا لمهجته نظير
زمردة طيبة الروح كأنها المسك و العنبر
تلك منة الله و كرمه في تصريف الأقدار
الف الله بيننا و الوفاء بالميثاق له اعتبار
و كلانا دون توأمه كفلول خميس مندحر
او كنسي منسي طاله اضمحلال و اندثار
إن الله مع اثنين جمعهما صدق السرائر
لا يبغونها عوجا و رضى الله أفضل ستر
آ.خ.حمو أشوخان
المملكة المغربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق