الاثنين، 7 فبراير 2022

ابنة الشمس ص 141 و 142 بقلم أمل شيخموس

على وشك الصراخ . أنا الوردة المكتوية بنار الحرمان أنهكتني الأيام و أيبستني الذكريات ، قبل سطوعك في عمري تأرجحت ما بين السماء و الأرض فراشةً كنت أغوص بدموعي ، و أحترقُ بشموعي الكون برمته كان يقاسي الخيبة و الجمود ، أميرةً أحيا في قصر قلبك أتوج أنفاسك أتبرعم بصدق إخلاصك حبنا المتعربش على ثنايا الزمان كسيوفٍ لامعة و خيولٍ ثائرة و ينابيع متفجرة . . حبٌ تمناهُ أثرياء الأرض و ملوك الجان أسطورةٌ أهديها ألف سلام و ألف وردةٍ حمراء و حزمةً من النور و الضياء و رُزمةً من الأحلام البيضاء . . تدفقتُ ببهاء تلك الذكريات الغابرة الحيِّة في وجداني و كأنها وليدةُ كل اللحظات حتى قولبتُ أحمد داخل غلاف ملائكيٍّ و هو على الأرض يعيش ، لِمَ غدرتَ بي كل هذا الغدر ؟ لِمَ انتقمت مني بهذا العنف ؟ فأنا ضحيةُ مواقف ليس لي ذنب و الزبدةُ إني تهيأتُ للموعد الشفيف بناظريَّ ببالغ حبوري ، سرتُ بين الناس صاعقةً من الجمال تشق الدرب الرحب بنظرات المعجبين ، الأرض تتنهدُ من خطواتي و كأنها تنبضُ اندهاشاً و زهواً ، انصرمت
 
الصفحة - 141 - 
رواية ابنة الشمس* 
الروائية أمل شيخموس
 
الحصة الدرسية لم أفقه منها أمراً ، فجوارحي كلها كانت مع حبيبي ، ساعةٌ و نصف و أنا أرصد مثوله علَّ طيفهُ يلوح لي لكن لا جدوى اندفعت أرتاد الطريق العام عازمةً على القفول ، ازدردتُ غصاتي أمام فتنتي التي لامست كل من صادفها و لا أدرك كيف امتدَّ بصري إلى الطريق الفرعي الآخر و إذا بحبيبي ينتصبُ هناك ، و بغتةً عادت مشاعري تزقزق و استضاءت عينايَ و بدأت أمشي صوبهُ و هو يرنو إليَّ ، وصلتُ إليه و هو يقول : 
- لِمَ تخلفتِ عن الموعد ؟ 
فأجبتهُ : لم نتفق هنا و . .
فأخذَ عليَّ حديثي قائلاً : 
- كم اشتقتُ إليكِ . 
سرنا جنباً إلى جنب في صمت و الشارع يكاد يخلو من المارة ، بدأ قلبي يحزني 
- لِمَ لا ينتهزُ الفرصة ؟ 
لم يفارقني الابتسام برفقته 
- كيف لا يبثني لواعجهُ ؟ لا يعقل أليس هو أحمد ؟ بلى هو بشحمه بل وربما زاد بهاءً . . 

الصفحة - 142 -
رواية ابنة الشمس* 
الروائية أمل شيخموس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

نظر بقلم عبدالرحمن المساوى

نظر لم أكن يوماً مجهول الهوية أكتب بوضوح.. أروي زمزمية لن تقوم حروب تكتسح شعوب جاهد الشرور تنجو من كروب ربنا أمر بحراً وسماءتقتفي الدروب يخت...