ذبحت قوافي الحب
ذبحت قوافي الحب و القلب غفا وأقسم
و تركت الشوق و الهيام بالأعتاب ثكالى
فمن يبارز جيوش العشق و الود و لا يؤثم
و القلب و الفؤاد بطريق الهوى سكارى
أستحلي قرع الكؤوس بفاه مولع مغرم
حرقة الفقد مرة و العشق حلو بمراره
الوجع سيف بارد مستقيم بلسان أبكم
و الروح تئن بالضلوع تحضر و تغيب تارة
النبض بين الجوانج يصرخ با لآه يتألم
مزقه الحنين و البعد لهيب شواظ من نار
عاقني قلب ببغية القرب منهم و إستوطن
والأسياد ما ذلهم إلا الحب بأرض العذارى
آه يانديم صبابتك باحت و قالت انه متيم
و زهر الغرام ترويه الدموع بليال الحيارى
دفنت الروح بعرق الوتين فضحك و تبسم
و أفرشت الأهداب زينة و مقلي طيبة الدار
تغيب الشمس وحبهم باق بالقلب مستحكم
أترقب فيهم شق طريق الحشمة وفك الإزار
و الليل يبكي وحدتي من ظلمته يتنصل
و الصبح يسدل ضياه بعبرات الإنكسار
غبوق العواشي بالراح مع الخل تتنسم
و تنخ دمع الحزن من أحداق السهارى
ردج الزمن بنا و رخى عقارب التيه بتكتم
وانا أستهدج خطى الألفة إذ بالكثبان تتوارى
فلا بائكة لاحت بالسعف بلح لونه معتم
ولا حبيب يخاطب الشوق بعيون الأسارى
فيا حوراء أنتم كالخيل عزة و رفعة و تنغم
فعرفنا الخير حينما لجت أقدامكم الديار
أنسج زرابي الرضى بصدري لأحبتي بمبسم
و أباريق الشاي يصهدها حر الجوى و النار
فاشهدوا يا أهل الهوى أني معذب مغرم
سلخني الحب بخناجره وما أعطاني الخيار
إستشهد حرفي فيهم حتى السطر تيتم
و القرطاس بريشته جف و إنكوى بجماره
تبكي العين من وحشتها أحمر البياض تورم
تطلبها النفس بالضلوع و حبي لها لم الإنكار
أستحلفكم يا أحبتي أن تروحوا للمرسم
و أتوني بوشاحها من على الكتف إشارة
هاتوا لي بمنديلها لأطوي به قبلة المتيم
و دسوه بين جانبيها بعطر الشوق يتبارى
فما ضرني إلا عنقود الوفاء بالفم محير
رسم الجمال على خدها و العين تغار
شعر مسدل لون الغراب بالصبا مفعم
سبحان من زينها القد و القوام خيزرانة
لا تلوموا قلبا عن أشباه النساء أفطم
وعيناه لا ترى إلا حوراء بجنان العذراى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق