بادرتهُ محفزةً وقد اجتزنا مسافةً لا بأس بها
- إيه ماذا هناك لِمَ لا تتكلم ؟
فردَّ بفتورٍ و كأنَّ الأمر لا يعنيه :
- وماذا أقول ؟
- أي شيء ، فردَّ :
- الزريةُ أم رمزي خالتك كيف حالها ؟
كبحتُ وجومي و كأني لم أصدق ما سمعتهُ فكررتُ :
- ماذا قلتْ !؟
فردَّ : الحقيرةُ خالتكِ
وبصوتٍ خفيض أرنو إليه قائلةً :
احترمني على الأقل
فقال وقد لاح عليه الغضب :
- أتدافعين عن تلك . . خالتك . . بعد ما فعلتهُ بنا ؟
صدمتُ بلهجته القاسية لم أتوقع انهُ سيخطو و يخلفني
فردد و كأنَّهُ يعنفني :
- إن ظللت تدافعين عنها ، سأنصرفُ حقاً سأذهب .
نظرتُ إليه غير مصدقةٍ أنهُ سيفرطُ بي
قائلةً بهدوءٍ :
الصفحة - 143 -
رواية ابنة الشمس*
الروائية أمل شيخموس
- اذهب
فكرر حازماً أمرهُ :
- سأذهب ، فتفوهت كرامتي بهدوءٍ
- اذهب
تأملني بعمقٍ ثم طفقَ مندفعاً إلى الأمام بشدةٍ و عزمٍ لن أسلوهما ما حييت تشظى قلبي ألماً و أنا أراهُ يخلفني ببساطةٍ هكذا ، و كان ثمة رجال من السابلة خلتهم تعجبوا بل اندهشوا من هذا المنظر فقبل ثوانٍ كنتُ أرفلُ حبوراً و هو بجانبي يسير و نظراتي تحوطهُ بودٍ بالغ ، و الآن يلحظون بهتي المباغت و هو يغادرني بهذه الشناعة التي لم أعهدهُ بها لم أكن أرجوها منه بالذات ربما كان حبي له أسطورياً ربَّما . . جفلت نفسي رازحةً تحت عبءٍ مريعٍ فُجعتُ به و هو يظلم شخصي البريء و ينسبني إلى شخوص الغدر الذين تكالبوا على إقصائنا ، لقد شملني مدى تلك الحقبة في مخيلتهِ معهم أيعقل هذا ؟ ! كدتُ أنفجر بالبكاء وسط الزحام الذي هبط فجأةً على الطريق ، و عضَّ الألم حنجرتي مكبلاً إياها بالمرارة ما أزالُ أرصده بحبٍ بالغ كيف يحثُ خطاهُ إلى
الصفحة - 144 -
رواية ابنة الشمس*
الروائية أمل شيخموس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق