الجمعة، 18 فبراير 2022

إبنة الشمس ص 160 و 161 بقلم أمل شيخموس

 لتلتهمها بلا رأفةٍ . وقد صرح ابنها أنه عَلِمَ بعهر أمه من أبيه بعد أن اكتشف أن زوجته الغادرة قد تيمت برجلٍ آخر و هو السيد " عزت " و هي ماتزال على ذمته و قد بلغهُ نبأ خيانة زوجته له فيما بعد عن طريق المراسلة مع أصدقاءٍ يوثق بهم أعلموه أنها كانت ترفض السفر مع عائلتها إلى السويد و تتشبث بالمكوث في سورية لأجل رجل آخر . عندها لم يعد بمقدور والدي الهيمنة على السر البشع مؤكداً صدقه بمناولتنا شريطاً مصوراً لأمنا الراقصة كان بحوزته ، و كم ناورت والدي للاستحواذ عليه بيد أنه صدمها بالرفض مقراً الاحتفاظ به بغية إحراق قلبها . هذا القرص الذي أودى بحياتها في نهاية المطاف . . يتابع الضابط بأن الجاني كان يستجيب لسرد الحقائق ، و ذلك بأن أمه بادرته إلى الإتصال السري لكي نتفق معه بصدد الأموال التي تركها زوجها المرحوم " عزت " و البحث في إمكانية السفر إلى السويد . و على حد تعبيره كانت فرصة ثمينة للانتقام لشرف أبيه و محقاً لتلك الهواجس التي أصابته بعلةٍ مزمنةٍ ألا وهي " المرض النفسي " فقد كان يردد بأنه مامن حواء طاهرة 


الصفحة - 161 - 

رواية ابنة الشمس* 

الروائية أمل شيخموس


حتى بلغت شكوكه أهل داره ، فطيف أمي  كان يتبدى لي من كل الزوايا لا أحد له أن يقيم عذابي برؤية تلك الكوابيس التي كانت تحاك في دماغي قمتُ بسرقة " القرص " و عزمت على تنفيذ الجريمة و هي أن أرسل الشريط إلى زوجها التاجر " عزت " الذي لن يتهاون في إبادتها تخيلت أني سأرتاح إذا انتقمت لعرض والدي لكن جذلي بإرسال القرص لم يكتمل فقد تأكدتُ بأن أمي لا تزال على قيد الحياة تراسلني بصدد أموال زوجها السابق الذي توفي مباشرةً إثر السكتة القلبية عندما رآها بتلك الصور الخليعة و قد عزمت على سحقها . تظاهرت بالود و أنا أتفق معها على موعدٍ كي نخطط لسرقة الأموال ، بلغت المكان الخالي في الوقت المحدد و كانت ترفل أمناً و بين يديها محفظة تعج بالعملة النقدية كي تهديها لي بعد انقطاع دام كل هذه السنين . . كان ضوء الشمس متراقصاً على صفحة مياه الشاطئ و هدير البحر يزداد علواً و كأن صوت ارتطام الموج بالشاطئ و نواح الريح قد امتزجا موتاً ينذر بالخراب ، استدرجتها بالعواطف المزيفة فقد 


الصفحة - 162 - 

رواية ابنة الشمس* 

الروائية أمل شيخموس 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لِلَّهِ لَحْظُكِ ما أَشَدَّ لَو أَدْرَكَتْ بقلم جمال أسكندر

قصيدة (لِلَّهِ لَحْظُكِ ما أَشَدَّ لَو أَدْرَكَتْ)  بقلم / جمال أسكندر    يَا خَالِقِي إِنَّ عُرَى الهُمُومِ تَمَكَّنَتْ     سَلَّمْتُ أَمْر...