السبت، 19 فبراير 2022

توافق الأرواح بقلم آخ حمو اشوخان

         توافق الأرواح


عذرا لا تلوموني على الصبابة و على الهيام
فلو رأيتموها لعلمتم أنها لؤلؤة نبيلة المقام 
و لو علمتم تفاصيل الحكاية و عظم الإنعام
و كيف تظافرت أسباب الإختيار مند أعوام 
لأدركتم أنه عطاء الله و تدبير متين الإحكام 
و لأخذكم الذهول من الإنصهار و الانسجام
فوجدنا هبة من الله و ليس بمحاكاة للأفلام 
و أنه أمر قد قدر بأمر الله و هو ولي الإتمام
لا ترتيب على المتيم فالقلب مأمور لا يلام
إنما هو سعيد بهبة الله و إن تخللتها الآلام 
و لا يعتبر الوجد إلا إذا اجتاز شرارة الصدام
حينئذ يبرئ صدق الخلان من زيف الأوهام 
أساسه مرضاة الله برئ من شوائب الحرام
فالعبد التقي يمتثل لربه بخنوع و استسلام 
توأم متكامل يجمعه وجد متين على الدوام
كأنه صرح عتيد و قد بني على أسس الوئام 
فهل تكبح جماح المتيم و هل يثنيه الفطام
مليحة الحسان رفيعة الخلق و منبع الإلهام
زكية العطر مربوعة القد و متناسقة الهندام
لؤلؤة كاملة الأوصاف و روحها أريج الأنسام
طموحة متفائلة و دؤوبة البذل بكل انتضام
لم أر مثلها في اليقظة و لا حتى في المنام
و لم أصادف من يضاهيها حتى في الأحلام 
إذا أقبلت لاح نورها وكأنها البدر في التمام
وجه وضاح و قلب مسالم ندي دأبه الإكرام 
طينة خير آمنة غصن من شجرة أخيار كرام
فنن حصور سمته عفاف بار لجذوره بالتزام
أهل التواضع و الجود و البر و صلة الأرحام 
كأننا ولدنا لبعضنا و قدر يتوجه رضا الختام
ألف القادر بيننا و لن يفرق بيننا إلا الحمام
شاء المقتدر و انتقيتها بقناعة وسط الزحام
فما اختاره الله خير و الرضا سر أوثق الأنام 
فالشكر لله على لؤلؤة وجدها في الفؤاد رام
ولجت الفؤاد و اكتسحت كياني بكل إحكام
أتحسس من بعيد من دون إزعاج و اقتحام
حذرة أقدر قناعاتها و أكن لها فائق الإحترام 
صمدنا لعواصف هوجاء و تضحيات جسام
و قطعنا اشواطا ملأت بالمتاريس و الألغام 
ولكن الله سلم فقد اندثر خبث ألد الخصام
رد الكيد في نحرهم و مكرهم أضغات أحلام 
فالظلم ظلمات و دعوات المظلوم كالسهام
و الحسيب يأخد الفجار بالنواصي و الأقدام 
أصواتها برباطة الجأش و عزة فارس الأحلام
فغيرة المؤمن شديدة و هي شرف المقدام
هي الشرط و جوابه و المبتدأ و خبر الإدغام 
لأنها رفقة خير آمنة و لا يظفر بها إلا الهمام

آ.خ.حمو أشوخان 
المملكة المغربية 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

نَبعَ حُب بقلم محمودعبدالحميد

.. نَبعَ حُب .. مُخَضبُ قلبي بعِشقِ أزلي وحُبُ كائن قَبلَ كينونةِ أرضنا الفانية حُبُ لا يعرفُ ميلادآ ولا حياةَ  ولا ممات حُبُ يَنضَحُ ...