عيناكِ
عيناكِ عالمٌ ليس له حدود
محيطٌ مترامي الأبعاد متلاطمُ الأمواجِ
أسبحُ فيه أغوصُ إلى أغواره السحيقة
أصطادُ منه الدررَ والجواهرَ
تخطفني ألغازُه إلى البعيد تحملني
إلى ما وراء الأكوان قبل
أن كان الزمان والمكان
هناك كانت الروح حرةً طليقةً
تتنعمُ بسعادةٍ لا توصف وطمأنينةٍ
لا يكدرها همٌ ولا ينغصها غمٌ
ليس لحياةِ الروح بداية
وليس لها نهاية
هي انبثاقٌ من النور الإلهي
منذ الآزال وستستمرُّ إلى الآباد
ترتدي أجساداً وأجساداً
وتقومُ بأدوارٍ وأدوار ثم
في نهايةِ النهايات تعودُ إلى
عالم الأقداسِ بعد أن تكتسبَ
كلُّ روحٍ كينونتها الشخصانية
الخاصة بها المتفردة المتميزة
عن سواها التي تكتسبها عبر
عبورها في مجامر ومحارق الحيوات
لتعودَ صافية من الشوائب
نقيةً من الترسباتِ والهمزات
تعودُ نوراً صافياً كما كانت في البدايات
تعود بذاتٍ مخصصةٍ وشخصانيةٍ
متفردةٍ متميزةٍ بعد أن كانت حبيباتٍ ضوئية
من نسيج واحدٍ منصهرةً وذائبةً
في النسيج الروحي الشامل
هناك سنلتقي من جديد بعد انتهاء دورة الوجود
ومحطات التنقلِ عبر مستويات التدرج والترقي في سلَّمِ
الصعود إلى قممِ الكمال هناك نلتقي
نذوب في كينونةٍ نورية واحدةٍ بعد
فراقِ الدهورِ وغربة العصور .
شاعر النرجس والألغاز
حكمت نايف خولي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق