الثلاثاء، 8 فبراير 2022

إبنة الشمس بقلم أمل شيخموس

الأمام حازماً أمرهُ على ألّا يتراجع إلى الوراء ، جررتُ نفسي مثقلةً بالطعان شعرتُ ببطء بيّنٍ في حركتي لقد قُذفتُ من السماء العاشرة نعم لم أزح عيني عن طيفه المتنقل أمامي في عزمٍ و همةٍ قادرين على محقي و إبادتي إلى الأبد لم أحاول الإسراع مثلهُ إنما شعرتُ بردة فعلٍ عكسية فليتقدم إلى الأمام لن ألحق به فلينتقم مني باندفاعه . . إثر بلوغه الجسر المكتظ بحركة السير وقتها رآني متخلفةً عنهُ بمسافةٍ مديدة و كأنهُ يثبتُ لنفسه و لي بأنهُ شفى غليله بالنصر عليَّ فهو إلى الأمام و أنا وراءهُ مهشمةُ الضلوع مزهواً يزداد تمادياً في جرح شفافيتي لهُ لم أفكر أنا بهذه الطريقة الموحشة إنما رددتُ في سريرتي : 
- ربما آلمتهُ بألفاظي رغم أني لم أقل سوى " احترمني " لِمَ لم يتح لي مجالاً كي أفسر لهُ ظرفي الذي لم يحاول فهمهُ ؟ أإلى هذا الحد كنتُ غادرةً ؟ . . يا إلهي لقد جار عليَّ لم أكف عن تتبعه بنظري إلى أن اختفى عن نظري نهائياً . عدتُ إلى المنزل لائمةً نفسي إنَّ أم رمزي قد أجرمت بحقهم آلمتهُ و أهانت أمهُ الحقُ معهُ لكني بوغتُ به يقولُ لي أول نطقه بهذه الكلمة البذيئة و كأنَّهُ 

الصفحة - 145 - 
رواية ابنة الشمس* 
الروائية أمل شيخموس 

وجهها إليَّ . حقاً ظنَّ أن أم رمزي خالتي . . عدتُ أعاتبُ نفسي فهو تعذب لأجلي و تجشم المزيد من الإهانات بيد أنهُ لم يدرك الجانب المأساوي من حياتي يتصورني شريكةً في تلك المؤامرة و إنني نبذتهُ بعد ذاكَ الصفاء الوهاج الذي تلمسهُ في براءتي التي ردمت أمامه عندما تصور أني تألبتُ معهم ضده . 
 آه أنا جدُّ مُتعذبة . . تناولت رقمه و إذا بصوت أمه العجوز يرنُ في مسمعي بحنانٍ عازفاً على أشد أوتار روحي حساسيةً . . 
- من أنتِ يا ابنتي . . أأنتِ هناء أم لمياء ؟ 
لم أجبها 
فطفقت تقول : 
إنَّ أحمد لم يبلغ البيت بعد . 
أغلقتُ الهاتف ثائرةً في نفسي 
- لن أضيعكَ هذه المرة و سأتحدى الكون لأجلك . 
أحسست بنيرانٍ غرثى تندلعُ في أعماقي إني على يقين أنه لو تقدم لخطبتي ثانيةً و عاشرةً فسوف يرفضونهُ ، كم طعنوني في بُعد أحمد فعند انحدار أية دمعةٍ أو اضطرام احتجاجٍ لشيءٍ تافه ينبذه العقل كانت زوجة أبي تهددني 

الصفحة - 146 - 
رواية ابنة الشمس* 
الروائية أمل شيخموس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

إلى من سألني بقلم عبدالرحيم العسال

اخميمي ( إلى من سألني : هل انت اخميمي؟)  =========================== نعم يا عم أخميمي. وكم ازهو به وطنا لنا إرث وتاريخ. ونيل...