الأمام حازماً أمرهُ على ألّا يتراجع إلى الوراء ، جررتُ نفسي مثقلةً بالطعان شعرتُ ببطء بيّنٍ في حركتي لقد قُذفتُ من السماء العاشرة نعم لم أزح عيني عن طيفه المتنقل أمامي في عزمٍ و همةٍ قادرين على محقي و إبادتي إلى الأبد لم أحاول الإسراع مثلهُ إنما شعرتُ بردة فعلٍ عكسية فليتقدم إلى الأمام لن ألحق به فلينتقم مني باندفاعه . . إثر بلوغه الجسر المكتظ بحركة السير وقتها رآني متخلفةً عنهُ بمسافةٍ مديدة و كأنهُ يثبتُ لنفسه و لي بأنهُ شفى غليله بالنصر عليَّ فهو إلى الأمام و أنا وراءهُ مهشمةُ الضلوع مزهواً يزداد تمادياً في جرح شفافيتي لهُ لم أفكر أنا بهذه الطريقة الموحشة إنما رددتُ في سريرتي :
- ربما آلمتهُ بألفاظي رغم أني لم أقل سوى " احترمني " لِمَ لم يتح لي مجالاً كي أفسر لهُ ظرفي الذي لم يحاول فهمهُ ؟ أإلى هذا الحد كنتُ غادرةً ؟ . . يا إلهي لقد جار عليَّ لم أكف عن تتبعه بنظري إلى أن اختفى عن نظري نهائياً . عدتُ إلى المنزل لائمةً نفسي إنَّ أم رمزي قد أجرمت بحقهم آلمتهُ و أهانت أمهُ الحقُ معهُ لكني بوغتُ به يقولُ لي أول نطقه بهذه الكلمة البذيئة و كأنَّهُ
الصفحة - 145 -
رواية ابنة الشمس*
الروائية أمل شيخموس
وجهها إليَّ . حقاً ظنَّ أن أم رمزي خالتي . . عدتُ أعاتبُ نفسي فهو تعذب لأجلي و تجشم المزيد من الإهانات بيد أنهُ لم يدرك الجانب المأساوي من حياتي يتصورني شريكةً في تلك المؤامرة و إنني نبذتهُ بعد ذاكَ الصفاء الوهاج الذي تلمسهُ في براءتي التي ردمت أمامه عندما تصور أني تألبتُ معهم ضده .
آه أنا جدُّ مُتعذبة . . تناولت رقمه و إذا بصوت أمه العجوز يرنُ في مسمعي بحنانٍ عازفاً على أشد أوتار روحي حساسيةً . .
- من أنتِ يا ابنتي . . أأنتِ هناء أم لمياء ؟
لم أجبها
فطفقت تقول :
إنَّ أحمد لم يبلغ البيت بعد .
أغلقتُ الهاتف ثائرةً في نفسي
- لن أضيعكَ هذه المرة و سأتحدى الكون لأجلك .
أحسست بنيرانٍ غرثى تندلعُ في أعماقي إني على يقين أنه لو تقدم لخطبتي ثانيةً و عاشرةً فسوف يرفضونهُ ، كم طعنوني في بُعد أحمد فعند انحدار أية دمعةٍ أو اضطرام احتجاجٍ لشيءٍ تافه ينبذه العقل كانت زوجة أبي تهددني
الصفحة - 146 -
رواية ابنة الشمس*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق