تحية الأمل والفكر و الإرادة
التطور الفكري والثقافي في الدول النامية , إشكاليات جذور وحلول
رماز الأعرج (المحاضرة 6 )
5 آليات التواصل والحوار الفكري
والثقافي وأدواته المعاصرة
تشكل الآليات الحديثة للتواصل والعمل العنصر الأساسي في النشاط الإنساني بشكل عام , وقديما كان التواصل محدود جدا , ومقتصر على الكتابة الورقية والاتصال الصوتي الهاتفي التقليدي المعروف , وكان الحصول على مرجع معين يستغرق بضعت أشهر في بعض الأحيان , وكانت بعض الكتب ليس من السهل الحصول عليها في الكثير من الظروف.
هذا كله أصبح من الماضي الآن , ونحن نعيش العصر الرقمي والذكاء الآلي وعصر التقنيات العالية وذات القفزات الكثيرة المفاجئة لنا دوما , وأصبح لدينا خزان هائك متراكم من المعلومات ويتضخم باستمرار مع مرور الزمن وتراكم المعلومات , وهذا الخزان أصبح متاح لكل إنسان ما دام يعرف كيفية التعامل مع هذه التقنيات , وبإمكان الباحث الحصول على أي معلومات نظرية علمية يحتاجها مجانا , وأصبح الإنسان خلال ساعة من الوقت يمكنه الحصول على مراجع اكبر البحوث والتحضير لها .
ناهيك عن اتساع مساحة المعرفة والتقنيات المتعلقة بالترجمة الآلية السريعة التي زادة من الانفتاح الثقافي والفكري بين شعوب الكوكب .
ايجابيات الرقمية والتواصل
السرعة في نقل المعلومة وتعميم العلوم والمعرفة على الجميع .
سهولة الحوار والتواصل وتبادل الخبرات .
توفر كم هائل من الخبرات والتجارب التطبيقية والمعلومات المجانية والقابلة للتدقيق والمراقبة للتأكد من صحتها .
توفر الفرص وكم علمي مجاني من المواد العلمية والبحوث والنظريات لمن يرغب في البحث والدراسة , سواء هاوي او مختص محترف .
سلبيات التقنية الحديثة
استسهال البحث المشوه وسرقة المعلومات واقتباسها .
هدر الوقت في الكثير من القضايا الغير مفيدة وخاصة في حال عدم تنظيم الجهد وكيف يبذل ولماذا.
اتساع ظاهرة السرقة الفكرية وانتشارها كظاهرة على نطاق واسع وهذا من اكبر مظاهر التخلف وغياب النزاهة و الأخلاق الفكرية الحميدة والتي تحترم ذاتها وموقعها و الآخرين .
احترم السالفين الإنتاج الإنساني الفكري ألاف السنين , والموروث الإنساني الهائل اكبر شاهد و مثال على ذلك , وهناك الكثير من الكتابات والصيغ الفكرية العلمية اكتشفت قبل آلاف السنين وما زالت باسم أصحابها , رغم كل ما أضيف إليها من علوم بعدها , وبعضها أصبح مرجع وقاعدة للكثير من العلوم والاختصاص , ولكنها بقية باسم منتجيها الأوائل , وهذا جعلنا نستطيع التميز والدراسة والمعرفة الحقيقية أكثر عن الماضي والتاريخ والفكري البشري .
هل سنحترم ذاتنا يا ترى ونكمل الحفاظ على مسار الأخلاق الحقيقية ؟
أم ستسرقنا الحداثة الزائفة ونصبح أرقام جوفاء مسجلة على صفحات وهمية فارغة ؟
واجبنا أن نورث شيء مجديا ومثمرا للقادمين الجدد الذين لم يروا النور بعد .
أخيرا نرى أن السلبيات جميعها سببها ذاتي وليس في التقنية ذاتها , بل في كيف نستخدم هذه التقنية , وكيف نثقف أنفسنا ونحترم ذاتنا أمام هذه التطورات الاجتماعية الجديدة المتواصلة والمستدامة في تطورها ووجودها وأهميتها القصوى في كل مجالات الحياة المقبلة , وكل ما لم تصله هذه التقنيات حتى الآن ستصله قريبا وسيتحول العالم إلى شبكة معقدة من العلاقات الرقمية الفريدة التواصل , مما يحوله إلى مدينة ذكية واحدة متواصلة مع الزمن .
أن التقنيات والخبرات الحالية قادرة على ذلك ولكن الجغرافيا السياسية والمصالح وتضاربها هو ما يعيق تحقيق هذا الأمر وتطوره الحالي والمستقبلي .
سديم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق