تشطير قصيدة الزركلي نجوى
( العينُ بعدَ فراقها الوطنا )
جادت بدمع ٍ سحَّ أو هتنـَا
لمّا رأت في غربة ٍ محنا
( لا ساكناً ألفت ولا سكنا )
( ريَّانة ٌ بالدّمع ِ أقلقـَها )
فيضُ الشعور ِ وكادَ يسحقـُها
في موقها سيلٌ وأرَّقـَّها
( أن لا تـُحسَّ كرىً ولا وسنا )
( كانت ترى في كلِّ سانحةٍ)
وجهاً لرائحةٍ وتائهة ٍ
والعينُ في وطني كناظرة ٍ
( حسْناً، وبلتت لاترى حسنا )
( والقلبُ لولا أنّةٌ صعِدَت )
وتملـَّقت ألماً وما برَدَت
هزَّت كياني حينما همدَت
( أنكرتُه وشككتُ فيه أنا )
( ليت الذين أحبُّهم علموا )
لمّا تعالى بينهم نغمُ
وتسامروا والكلُّ منسجِمُ
( وهمُ هنالك ما لقيتُ هنا )
( ما كنتُ أحسبني مفارقهم)
وأنا الذي مازلتُ أعشقهم
أبداً وما فارقتُ واحدَهم
( حتى تـُفارقَ روحيَ البدَنا )
( ياموطناً عبِثَ الزمانُ بهِ )
وتجوَّلَ الغـُرَبا بملعبـِهِ
قلْ لي ومثلـُكَ لا يُشكُّ بهِ :
( من ذا الذي أغرى بكَ الزمنا ؟ )
( ما كنتَ إلاّ روضة ً أُنـُفا )
لا تعرفُ الفوضى ولا التلفا
والرّوضة ُ الغنـَّاءُ منكَ صفا
( كرُمت وطابت مغرِساً وجنى )
( قد كانَ لي بكَ عن سواكَ غِنى )
وسِوَاكَ لا يَعني ليَ الوطنا
ناجيتُ ربَّ الكون ِ خالقـَنا
( لاكانَ لي بسواكَ عنكَ غنى )
( عطفوا عليكَ فأوسعوكَ أذى )
وتقاسموكَ – بزعمهم – جُذذا
لم يرحموكَ وفي العيون ِ قذى
( وهمُ يُسَمُّونَ الأذى مِننا )
( وحنوا عليكَ فجرَّدو قـُضـُبا )
وبوارجاً تستكمِلُ الخَببا
جاؤوكَ يقطعُ حقدُهم سببا
(مسنونة ً وتقدَّموا بقنا )
( ياطائراً غنـَّى على غصُن )
وأجادَ من ألم ٍ ومن شجَن ِ
إني رأيتُ الرِّيَّ في فنـن
(والنيلُ يسقي ذلكَ الغصنا )
( زدني وهِجْ ما شئتَ من شجني )
حرِّكْ لهيبَ الشوق ِ في بَدَني
وأسِلْ دموعي دونما منـَن ِ
(إن كنتَ مِثلي تعرفُ الشجنا )
( أذكرتني ما لستُ ناسيَه )
وسرقتَ من ستري كواسيَهُ
وأعدْتني حتى أقاسيَهُ
( ولرُبَّ ذكرى جددَت حزنا )
( أذكرتَني بردى وواديَهُ )
صوتَ الخرير ِ يثيرُ هاديَهُ
أذكرتني في العير ِ حاديَهُ
( والطيرَ آحاداً به وثـُنى )
( وأحبَّة ً أسررتُ من كلـَفي )
ما تمتلي من وصفِهِ صُحُفي
فإذا الغرامُ يزيدُ من تلفي
( وهوايَ فيهم لاعجاً كمنا )
( كم ذا أُغالبُهُ ويغلبُني )
أخفيهِ مُجتهِداً فيفضحني
ويُثيرُ ما أُخفيهِ من شجَنِي
( دمعٌ إذا كفكفتـُهُ هتنا )
( لي ذكرياتٌ في رُبوعِهِمُ )
بل لي نصيبٌ من دموعِهمُ
منحوا حياتي بعضَ وجدِهمُ
( هُنَّ الحياة ُ تألـُّقاً وسنا )
( إنَّ الغريبَ مُعَذَّبٌ أبدا )
لا يَرتجي في غـُربة ٍ مددا
يطوي الفيافي والحياة ُ ردى
( إن حلَّ لم ينعَمْ وإن ظعَنا )
( لو مثـَّلوا لي موطني وَثنا )
كي يَعرِفوا كم أعشقُ الوطنا
وتملـَّكتْني في الغرام ِ ( أنا )
( لهممتُ أعبُدُ ذلكَ الوثنا )
شطـَّرْتُ بعضَ مشاعري ( نجوى )
كالحبِّ يجعلُ عيشتي بلوى
أرضُ الولادة ِ تجعلُ السلوى
كــ العين ِ بعدَ فراقها الوطنا
بقلمي
جميل أحمد شريقي
تيسير البسيطة
سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق