كطائر في كف أمير أسلم الروح
كطائر مهاجر
في مرفئ بعيد .
كأمير متوج
على خراب كبير.
كانت له أحلام ,
بسعة السماء و الأرض ,
و ما بينهما .
كانت النجوم تستقر
في كفه
وديعة مستأنسة .
لم يكن الدمع يعرفه .
يربط القمر إلى عربة الحلم
بخيط العنفوان .
لم يكن قلبه
يعرف صقيع الوحدة .
في مرفئ بعيد ,
كان يغلق عينيه
و ينظر
إلى جوف العتمة
الطافحة في صدره .
كان وحيدا .
عاريا إلا من أحزانه .
ذاكرة تشتعل
بصور من أحب ,
و بمن تركوه
نهبا لليلطويل .
كان عاشقا جامحا .
كان يرى عشقه
يخبو
كلما تطايرت فراشات الزمن
من ساعة عمره الرملية .
الفراشات تطير ,
و نجوم ليله
تستقر في كف الفراغ .
أنثى خريف القلب
تتطاير أوراقها
في مهب الروح .
و الجموح الكاسح
توارى خلف
تجاعيد الماء .
في مرفئ بعيد .
كخيل هائم
في بحر مالح .
كعاشق خدلته أنثاه .
كعاشق
يكرر نفس الجرح .
و تتلاشى الصورة
عند مطلع أول بدر .
في مرفئ بعيد
بعيد عن عيون الريح ,
بعيد عن سماء الروح .
تشظى قلبه
كطير مهجور ,
جارح جريح .
كأمير يترك مملكته
لسائس مدسوس
في زوايا فكرة ملغومة .
شجرة الكلام ,
على حافة جرف الروح .
هنا و ليس هناك ,
سنقيم سويا يتها العزلة .
هنا و ليس هناك ,
سنبني مملكة الهباء .
هنا وليس هناك.
سأعلن عن
بداية هجرة جديدة .
سأعلن عن انتصارأعداء
لا يراهم أحد سواي .
لا أنثى لأمير معزول .
لا بر يجمعنا
لا بحر يسع أحلامنا.
كطائر
على شباك الروح ,
يتوسد أنينه .
كطائر
داهم صقيع الحزن
قلبه .
كطائرشق صدره .
على عتبات الحلم
حط صوره .
كطائر في كف أمير ,
أسلم الروح…….
إدريس سراج
فاس / المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق