الفتى الديسمبري لم يعد لك مكانا يا صاح ، ألا ترى طيف حظك منتكس كالخامس من حزيران ؟ نبضك هو نبضك ، تقاسيمك الدسمبرية رسمت بريشة على جدران زجاجة ، و غمامة حزنك ولت من غير رجعة ، سيقولون عنك مجنون لأنك تسير عكس الريح وتعكس المسلمات والمنطق ، و تحلق بلا جناحيه قد يبدو الأمر مضحكا بعض الشيء ، أنت أيقونة لا وميض لها ، قلادة عنقك صارت دمعة سكبت هنا وهناك تناثرت تلاييبها منذ زمن ، وهم منذ متى تحدثوا عن مصيرك المحتمل ، لكنهم لا يعلمون بأنك لم تقصر في حق نهضتهم ، فمن الإجحاف ألا يقبلوا رأيك ، فأنت منهم وهم منك ، لكن سمة واحدة لا تكفي لتميزك عنهم ، أما المجد فلا تريده أنت ، أنت كالبطل الطروادي القديم مجد في ملتك واعتقادك لا تزل لك قدم إلا وكانت نبضات تهال بها قدمك الثانية للصعود ، هالك أنها طوق نجاة ، لكنها ومضة بقيعة تحسبها ماءا أيها الديسمبري ، قافلة العشق سبقتك إلى المكان المقدر ... هيا اركض بأقصى جهدك...الحقها وكن شهيد العشق وريحانة الأمل لكل مظلوم ، قناديل الحرية تضيء ليالي الغرباء الحالكة في أرض غريبة ، فمن أنت ؟ أنت الديسمبري كل الأوصاف التي مثلت لك بها ، ما هويتك ؟ هويتك ربما تكون نجمة ظلت طريقها بعيدا في تغريبة روح لم تعد كذلك صارت غربة فتى ولد من الخاصرة ، لقد أخبروني عن الموقف الذي جعلك تكب نفسك في حاوية قمامة لتنتعثها من جديد كطائر الفينيق الذي يولد من جديد ، أنت دخلت لبوتقة الحياة لتعبر عن معاناتك ، فكان تعبيرك قولا وفعلا ، قولك " سامحني على يلي بدي أعمله " ، أما فعلك كان أقل تأثيرا من قولك حين حملت علبة السجائر وضربت صندوق السمك، لتتناثر السمكات هنا وهناك تتخبط خبط عشواء تئن من شدة الألم ، فترتسم صورة الثورة عليك أيها الديسمبري بأنك : مجنون ومختل عقليا ...تلك ردات فعلهم دائما ، هنا أحسست بأن الكون ... الكون كله توقف ، الساعات ، الدقائق ، الثواني ، كنت ولا تزال صامتا تنبس ببنت شفة " تحت حذائك المهترء منابر موتى أيها الديسمبري" سأخمن ماذا ستقول عندما يقال لك أنت جبان ، ستنام تلك الليلة وصباحا ستشرق الشمس وتخبرهم بأن لك مشاعر إن جرحت نزفت دما ، ستقول تلك الليلة قضيتها أتقلب على الجمر ، سيضحكون قائلين وهل كنت تنام على موقد ، مهما قلت ، ومهما بررت ، لهم فلن يقتنعوا بأنك تعتد بكبريائك الدسمبرية ، هي تلك ساعات الجمر في منابر الموتى للمرة الأخيرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق