مذكرات جدة
الانتظار
بقلم فاطمة محيسن الجنابي/العراق
ٱه منا ٱه كل انتظاراتنا خاطئة لا استمتعنا بيومنا ولا عشنا حاضرنا بدأنا نريد ان نكبر وكبرنا ونريد التخرج من الجامعات وتخرجنا والبحث عن توظيف وتوظفنا...ونريد تكوين عائلة وفعلنا واصبح لنا اولاد وبنات و كنا دوما متسرعين كثيرًا أريد طفلي ان يحبو سريعًا وأريد ان يمشي واريد ان يتعلم يقول ماما حتى لو لم أكن استمتع بما هو عليه وكبر ونطق ماما ودخل مدرسة وصار كثيرا ما ينطق ماما
ماما هل كتبت صحيح
ماما أني جائع
ماما ماهو الوقت الان
ماما متى يعود بابا من العمل
ماما أختي تأخذ ألعابي وكثيرا ماكنت اتمنى أن يكبر ويعتمد على نفسه وكبر وبدأ يدرس وحده ويعرف الوقت وحده
ولديه ساعة يدوية تبدو جميلة عليه وتخرج وتزوج وأخوته كذلك وبدأت ألتفت يمينا وشمالًا أين تلك الألعاب المبعثرة آين صوت الضحكات أين الرسمات على الجدار اين من يلج بماما
البيت نظيف والملابس مرتبة لاصوت ولاحسيس بدأت أشتاق العودة ليوم الفوضى ولبعثرة الألعاب عجبًا لماذا غرفة الأطفال هادئة وباردة اين الضحكات اين تمزيق الاوراق وجدت صورا على الجدار لأعياد ميلادهم استرجعت فرحتهم بذلك اليوم ....
كثيرًا ماكنت امنعهم من اتساخ ملابسهم بالشوكلا
كانت احدى الصور تبدو فيها وجوههم متسخة تمامًا بالشكولا وهم فرحين جدًا أسرعت لدولاب ملابسهم لم أجد سوى ملابس صغيرة تتسع لاولادهم فقط شممتها نفس ذلك العطر الجميل الذي يحتضنني عند نومه واستيقاظه ومرضه وفرحه كأن عيوني تدمع اين مرآتهم الصغيرة اين يضعوها هل مازالت في حقائب المدرسة بحثت عنها وجدتها في مجرة تحتوي على اوارق ملونة ومقصوصة على شكل قلوب ومكتوب عليها احبك ياماما واخرى احبك يابابا واردد في نفسي وأنا أحبكم أيضًا وافتقدكم كثيرًا أسعدكم الله يا اولادي حملت المرآة ونظرت لنفسي من إنا !!!
آنا كبرت وأصبحت جدة وأطفالي أصبحوا اباء وأمهات ولم أعد اسمع كثيرًا كلمة ماما فهم مشغولين ماهذا الوقت المسرع لقد كنت أريد أصنع الكعك قبل عودتهم من المدرسة كم عام ذهب وإنا في هذه الغرفة!!
بينما انا هكذا
وإذ بهاتفي يرن
الو سمعت صوت رجل يبدو ذا هيبة تفضل يابني من معي ضحك وقال أمي ألا تعرفي صوتي في الهاتف
آنا محمد علي
ونحن في طريقنا لكي نقضي العطلة معك واخبرت غيث وأخواتي أيضًا بأن نجتمع عندكم ونبعثر اشيائكم وضحك
وقال أمي أمي لاتخبري ابي
نريد ان نعمل له مفاجأة سررت كثيرًا وبدأت أحضر لأحفادي الحلوى والأكلات اللذيذة حتى يستمتعوا عند جدتهم وعندما وصلوا جميعًا كانت الفرحة لي ولوالدهم لاتوصف وقضينا أجمل عطلة مع احفادنا وأولادنا
فنصيحة من جدة عيشوا يومكم بالكامل ولاتسرعوا بهذه الحياة واستمتعوا بكل اللحظات....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق