حيران
============
حيرانُ بينَ تزاحمِ الكلماتِ
متفائلٌ بغدٍ وليسَ بآتِ
متفرِقٌ في حيرتي وكآبتي
وتفاؤلي ضربٌ من الضحكات
متغزِّلٌ بعيونها بل خائفٌ
مابين مشتاقٍ وبينَ شتاتِ
متعلِّقٌ بالحلمِ وهو مموَّهْ
بعبادةِ الكابوسِ واللعناتِ
أشتاقُ للأحبابِ ذابت مهجتي
تحتَ الترابِ وبالأنينِ هباتي
متفائلٌ بالحزنِ يمسحُ جبهتي
متشائمٌ بالخيرِ في الطرقاتِ
عصفورتي محبوسةٌ في عشِّها
وأنا حبيسُ كآبتي وحياتي
كم زقزقت كم رفرفت مشتاقةٌ
فاهتاجت النيران في حالاتي
كم غرَّدت والحزنُ يخنقُ صوتَها
وأنا الأصمُّ الثائرُ القسماتِ
تشدو بألحانِ الصَّبابةِ علَّني
أشدو لها بقصائدٍ نهِماتِ
وأظلُّ مشتاقاً وصمتي قاتلي
كالموجِ يصرعُ هِمَّةَ الحركاتِ
حيرانُ ما أدري لماذا حيرتي
وتساؤلي كالخوضِ في اللُّجاَّتِ
أبحرتُ في فكري فضلَّت مركبي
في فكرةٍ كعصائبِ الكلماتِ
حيتانُ بحري تستسيغُ ضلالتي
وأنا - لعمرك - مدمنُ الصلواتِ
كم أخطبوطٍ شدَّني بذراعه
لذراعه المعقودِ بالنكباتِ
وأنا أشدُّ مجدِّفاً في حيرةٍ
متمسِّكاً بالقشِّ والورقاتِ
لا حدَّ للبحرِ العميقِ وحيرتي
كالبحرِ ما أبقت على لحظاتي
غضبانُ، والدنيا تدوسُ كرامتي
والمتَّقونَ يبرِّرونَ وفاتي
حيرانُ بين تزاوجِ الكلماتِ
وولادةٍ لتشاؤمِ العبراتِ
وقصيدتي في لفظها بنتُ الخنا
لا تعرفُ التهذيبَ في اللهجاتِ
حاولتُ تصحيحَ المسارِ لأمتي
سكرى بعشاقٍ من الأغواتِ
كلنَ الصدى والصوتُ مثلَ قذيفةٍ
وقعت على الأحياءِ والأمواتِ
من ذا الذي يغتالني من حيرتي
ويردُّني لعوالمِ الإثباتِ؟
لا ردَّ ، والأحزانُ تصرخُ داخلي:
حيرانُ أبحثُ دائماً عن ذاتِ
===========
بقلمي
جميل أحمد شريقي
( تيسير البسيطة )
سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق