{ الضاحك الباكي يعاتب المتنبى }
جِئنَا إليكَ في ثيابٍ من صخبْ
ملقىٰ علي الأرضِ تئنُ تنتحبْ
جئناك نبغي نصحاً من رؤىٰ
هذه مآقيك دموع تلتهبْ
ماذا أراك كيف أضحىٰ شعركم
حقا لعمري أنه يا العجب
قُل ما تريد فالكلامُ حجةً
من فضةٍ نبغيه منك من ذهبْ
أسرد إلينا نصحا هدىء اليوم روعكَ
كُن كالجليدِ لا نساء تنتحبْ
الخيل والبيداء خانك هوىٰ
والنجمُ مات مثلما تفنى الشهبْ
قرطاسٌ عنكَ قد تخلى والقلم
والرمحُ ماضٍ مذ رحلت كالسحبْ
لم يبق إلا الليل يبكى حسرةً
من أجلِ دمع العينِ كم ذا ينسكبْ
قومٍ تخلوا عنك يوم كالسنا
أبقوك فرداً كُلهم عنكَ قد ذهبْ
هل ضاع شعرٌمنك فى ليلِ الضنىٰ
قالوا أقلناك كراعٍ ينتحبْ
عذراً أمير الشعرفارفق رآفةً
عنا سينأى حين يأمُرنا السغبْ
أرفع جبينك فلا دمع ولا أسىٰ
قم شاعر قلى كيف تبدو فى تعبْ
قد عشت أنت من زمان فى سنن
من فارسينا ما أرادو قد كتبْ
لا تنتظر فغثاء السيل يغمرنا
نحن رجال للثريا نرتقبْ
إن كان يبكيك فهذى زلةٍ ولت
ويبقى فى الدنا قوم تنتحبْ
الفرسَ والروم كانوا من تفرقنا
بعض لبعض ذاك أمر قد طلبْ
ثاروا نجوم الارض عزاً ورفعةً
هل نحنُ منهم ذات يومٍ في رهبْ
أم جف نخلٌ من علوٍ زائفٌ
عَرجون مات ما له يوماً من رطبْ
هذا حديثٌ يحتوينا عزةً
فالأرضُ ما زالت ثراها من رحبْ
أخبرنا بالله ابا الطيب أنت في قصرٍ للورىٰ
قد فقتَ أنت سامياً كل النخبْ
دع عنكَ دمعاً ليس يجدي دمعهُ
كم شاعرٍ عند استماعك ينسحبْ
والحُزن فاتركهُ يمضي أهلهُ
وإمضي مع الشعرِ لأرض الخطبْ
بقلم *الضاحك الباكي بلال علي هشهش بيلا مصر
من ديوان يا دار ليلى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق