بقلم / محمود عويضة السايس
نظرة على الواقع
في زمن قطعت فيه الدروب، ذابت فيه القلوب على جنباته عبرات الشعوب نمضي حاملين بقلوبنا الأنين وأوجاع للدواء لا تلين ومن غبار الخضوع والقهر والضعف مختنقين على ألسنتنا ألف سؤال وفي ملامحنا من الأسى والحزن أشكال وكيف في مثل هذا الواقع لا نبوح وقد امتلأت أجسادنا وأرواحنا وأنفسنا جروح فبات في صمتنا صراخ وفي كل درب نسلكه الفخاخ حيث أن كل قيمة تم تشويهها في هذا الزمان فضاع الهدف وتبددت ملامح الغاية وذلك يتضح في الآتي
في مثل هذا الليل الحالك الظلام يلجأ الناس إلى أى شعاع من النور فما بالكم إن كان ما نلجأ إليه بدر ساطع في السماء وشمس تدفئ كل الأحياء وهي شمس العقيدة وأنوار الدين الذي نلجأ إليه لنرتاح في كنفه ونحمد الله على جزاء الصبر الذي أعده للمتقين وما أن تستقر ارواحنا وتهدأ جراحنا نجد رجال الدين الذين حملوا نشر الدعوة على عاتقهم منافقين وسياسيين قاموا بارتداء العمائم ودخلوا المساجد وقاموا باعتلاء المنابر داعيين إلى الفساد والإفساد في الأرض مستخدمين في ذلك كل شعار يلقى تعاطف الناس نحو دينهم فزادوا بذلك الأمر سوء فوق سوء حيث أن المجتمع تشتت فكره بينما وجد طائفتان من رجال الدين تدعو إلى الدين نفسه على أن كل طائفة تشوه الأخرى وتصفها بأبشع الصور ووقع الناس في حيرة من أمرهم أى طائفة منهم على حق وهذه هي الحرب النفسية التي دخل بها الغرب إلى بلاد المسلمين في العصر الحالي حيث أن مجتمع يتشكك في أولياء الأمر فيه ويكثر فيه الشقاق والخلاف حول المبادئ الأساسية والمسلمات التي دعانا الإسلام إليها وهي أطيعو الله والرسول وأولى الأمر منكم
وهذا يستدعي وحدة مجتمعية يكون فيها النظام الحاكم ورجال الدين على وفاق واتفاق بأن كل مصلحة عامة غايتها صلاح أمر الناس واستقرار شئونهم المتعلقة بالدين والدنيا هو أسمى وأعظم هدف يسعى إليه أى داعية وأى حاكم وهذا لن يتحقق إلا إن قام رجال الدين بواجبهم الحقيقي بنشر الدعوة كما هي في القرآن والسنة النبوية واتباع نهج الصحابة ومن خلفهم من أئمة الإسلام الذين اجتهدوا كي ينقلوا إلينا كل حرف وقول قاله الرسول صلى الله عليه وسلم لكي نهتدي بنوره ونسير على أثره فلا نضل بعده انشاء الله
بقلم/ محمود عويضة السايس
مصر/ دمياط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق