الكِتَابَةُ بِأَبّجَديَةٍ ثُنَائِيِّةِ التَرقِيْم :
المُوَاطِنُ زِيْرُو ( 0 ) .
العَبَثِيَّة بِاسْتِخْدَامِ تَفَاصِيل الحَيَاةِ الوَهْمِيَّةِ نِسْبِيَاً ، لِايْجَادِ دَلِيْلٍ حَقْ عَلَى إِثْبَات صَوَابِ حُدُوْثِ الوَقَائِع ، و التَخَبُطُ الفِكْرِيَّ المُشَوَش ، لِمَن عَاشَ يُجْهِدُ نَفْسَهُ بِاقْنَاعِهم بِأَنَهُ فَقَط يُحَاوِلُ أَن يَرْتَقِيَ بِإِنْسَانِيَّتِهِ ؛ التِي تُفَاخِرُ البَيُولُوجْيَا البَهَائِمِيَّةَ بِتَفَوِقٍهَا العَاقِل ، مُنْهِكًا جِهَازَيْهِ العَصَبِيَيّنِ : المَركَزِيِّ و السِمْبِثَاوِيِّ فِي البَحْثِ عَنْ الطَّبِيعِيِّ فِي اللاطَبِيْعِيِّ ، أَوْجَبَت عَلِيْهِ الوُقُوفَ أَمَامَ مِرآةِ رُوْحِهِ ، وَقْتَها و فِيْ ذَلِكَ الْيَوْمَ ، وَجَدَ بِأَنَهُ و مُنْذُ فَتْرةٍ لَيْسَتْ بالقَصِيْرَة ، لَمْ يَكُنْ هُوَ الَّذِي يَجْلِسُ فِيْ مِقْعَدِ رُوحِه ، لِذَلِكَ بَدَأ يَتَعاظَمُ فِي أَعْمَاقِهِ الشُعُورَ بِنِسْيَانِ ذِكْرَيَاتٍ سَوْفَ تَأْتي قَبْلَ أَن يَكُن اسْمَاً لا يَقْوَى عَلَى حَمْلَه ، فَقَالَ بِكُلَّ كَمَالِ وُضُوْح المَعْنَى : لا أُرِيْدُ شَيْئَاً غَيْرَ أَن تَكُنْ فَقَطْ أَنْتَ ؛ أَنْتِ ؛أَنْتُم ، و الأَنَا : النَحْنُ الجَمِيْعُ دَوْمَاً بِخَيْر .
وَ قَدْ كَانَ وَاقِفَاً عَلَى بَابِ النِهَايَة ، مُخَلِفَاً وَرَائَهُ كَمَّاً هَائِلَاً مِنَ الاحْتِمَالات ، مُرْهِقَاً نَفْسَهُ مُحَاوِلَاً اسْتِيعَابَ نِسْيَانِ صَوَابِ وُقُوعِ الحَادِثَة ( بِالمَعْنَى الجَمْعِي ) ، بِاسْتِخْدَامِ الاحْتِمَالِ النَقِيْض -المَفْرُوضِ عَلَيْهِ مُكْرَهَاً : بِأَنَ وَاقِعِيَّةِ الحَادِثَةِ مَا هِيَّ إِلَّا وَهْمُ خَيَالِهِ المَرِيْضِ ، وَ مَشَاعِرِهِ المُشَوَشَةِ بِهَلْوَسَاتٍ سَمْعِيَّةٍ وَ بَصَرِيَّةٍ تُجْبِرُهُ عَلَى تَصْدِيْقِ الأَسَاطِيْر ، غَادَرَ هَذَا الكَابُوْسَ قَبْلَ أَنْ يَسْتَطِيعَ فَهْم المَعْنى الحَقِيْقِيِّ للكَذِبِ و كَيْفِيَتِهُ و دَوَافِعَهِ ، وَارَى جِرَاحَهُ الَتِي صَنَعَهَا بِيَدَيْه ، بِفَيْضٍِ مِنْ دُمُوْعِهِ الطُفُوْلِيَّة المُنْهَكَة ، وَ نَامَ دُوْنَ أَنْ يَلُوْمَ إِلَّا نَفَسَهُ ، يَحْتَضِنُ أمْنِيَتَهُ اليَوْمِيَّةَ بِكُلِّ انْحِطَاطِ الهُرُوْبِ ألَّا يَصحو أَبَدًا .
اسْتَفْاقَ الآنَ بِكَامِلِ وَعْيِهِ ، لَرُبَمَا هُوَ الآنَ لَيْسَ وَاعِيَاً كَمَا يَعْتَقِد ، فَقَوانِيْنِ الاحْتِمَالات لَا تَنْطَبِقُ إِلا عَلَيْهِ رُغْمَ أَنْفِه ، كَوْنَهُ الوَحِيْدُ بَيْنَنَا الذِي تَبَانُ جَلِيَّةً عَلَيْهِ ، العَلامَاتُ التي هِيَّ دَلِيْلٌ قَاطٍعٌ ، عَلَى اضْطِرَابَاتِهِ النَفْسِيَّةِ المَقْرُونَةِ التَشْخِيْصِ بِاخْفَاءِ هَفَوَاتِنَا ( الجَرَائِمْ ) .
مَا أَوسَخَنَا !!! ؛ صَاحَ الآخَرُ هُنَاكَ و تَابَعَ قَائِلًا : هَل سَمِعَ غَيْرَكَ حَدِيْثِيَ مَعَ نَفْسِيَ و أَنَا نَائِمٌ ؟ ، أَجَابَهُ وَاحِدٌ يُشْبِهُهُ و يُشْبِهُنِيَ ، و يُشْبِهُ الغَالِبِيَّةَ مِنَّا ، هَامِسًا مِن آخِرِ الدَرْبِ الذِي أُجَهِزُ عَقْلِيَ ، و مُنْذُ الكَثِيْرَ مِنَ المِرَانِ عَلَى تَعَلُمِ النِسْيَانِ كَي أَسْلُكَهُ مِن بِدَايَتِهِ : لَيْسَ عِنْدَكَ مِن أَحْدٍ إِلَّا بَعْضًا مِن البَقَايَا لِذِكْرَاك .
سامي يعقوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق