موسم خير
شرف الجليل يوم الجمعة على باقي الأيام
و ميز رمضان بأعظم ليلة و شرفه بالصيام
فليلة القدر خير من ألف شهر و كلها سلام
كل عبادة للعبد إلا الصوم فهو لأكرم الكرام
يعتق الرقاب من النار و العفو كامل التمام
نهاره إمساك عن الطعام و ليله ذكر و قيام
يعتكف العباد في المصلى و البيت الحرام
يروضون النفس لعبادة الجليل على الدوام
ركعا سجدا لا يؤودهم الوقوف خلف الإمام
يأتون من كل بلاد و الجمع أجناس و أقوام
يعكفون على تلاوة القرآن و يزداد الإهتمام
أيام تعج بنفحات الرحمن و العفو و الإنعام
شهر الإنابة للرحيم و الخضوع و الإستسلام
و الصوم حمية مجدية و وقاية من الأسقام
إذا تخلى المرء عن الإفراط في أكل الطعام
فيستشعر المرء عوز الفقراء و حاجة الأيتام
و يسارع الأخيار في الخيرات و دأبهم إقدام
يمهل الله الجائر فيأخذ بالنواصي و الأقدام
و يحبط عمل المصر على ذنوبه كأنه حطام
و يكف الأواه عن ذنبه و يندم على الخصام
يقلع الأواب عن الكبائر و اللمم و كل الآثام
و دليل الورع ندم و كف عن الأذى و إحجام
فلا يتعدى حدود الله ألا الأخسرون و اللئام
لا يرجون لله وقارا و لا منزلة لهم و لا مقام
تدع القلوب الأحقاد و تترفع عن الإصطدام
ينزاح العداء و ترتق الأواصر و صلة الأرحام
تزول الشحناء و تترسخ عرى المودة بإحكام
فتغمر الطمأنينة النفوس و لا يهزها اغتمام
تلك مكارم الأخلاق و فضائل منهج الاسلام
نور على نور و هدي يخرج الناس من الظلام
لا غرو فالشياطين مصفدة و المردة الخدام
أبتهل للكريم ليتقبل عبادتكم بحسن الختام
و أن يسمع دعاءكم فيحقق لكم أعز الأحلام
فأنتم أهل البر و أنتم الأخيار الأجاويد الكرام
آ.خ.حمو أشوخان
المملكة المغربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق