الأربعاء، 4 مايو 2022

أجيبوني كيف بقلم فاطمة محيسن الجنابي

 أجيبوني كيف

عندما عايدت أهلي وجاء وقت العودة لبيتي، أخذت أنظر لأمي وأقول في نفسي قبل عدة سنين كانت هي من تختار لي ملابس العيد ،وتسرح شعري وتقوم بأطعامي ،وتذهب معي للألعاب، لتسعدني وتشتري لي كل مااطلب، حتى كبرت وأصبحت ام...

 وما زالت معي تساعدني بجميع الأمور وتسعد كثيرًا بوجودي ووجود أطفالي حولها ،وهي من تقوم بمتابعتهم طوال الوقت الذي نقضيه عندها وعند ذهابنا تقوم بجمع أشيائي معي، وتوصلني لسيارتي وتبقى واقفة بباب المنزل حتى نغادر حارتنا تمامًا ،وهي تلوح لأطفالي بيدها الى اللقاء... ومرت ايام وأعياد كثيرة على هذه الحالة اما اليوم أمي جالسة على الكرسي اللعين ولاتستطيع حتى ان تحضنني وتقبلني ثقلت يدها وانحنى ضهرها نزلت دموعي أمامها وهي لاتلاحظ، قلت بقلبي ماذا ياامي نظرك أيضًا خذلك لكن لااريد ان تعرف من نبرة صوتي بأني أبكي هيا بنا لنذهب قبلوا جدتكم وإنا انظرهم كيف تغيرت أمي كيف..

 كانت احضان الوداع حارة حتى لوكانت الزيارة يوميًا نفس اللقاء ونفس الوداع لكن أتضح لي أمي اصبحت ذاكرتها قليلة أيضا بدأت خطواتي المتراجعة ثقيلة جدا حتى وصلت باب المنزل أدرت وجهي للخلف ماهذا لاأحد يودعني أين أمي بكيت وقلت أمي من يلوح لنا بالوداع كيف لي ان اصل الفكرة لاطفالي بإنك لاتستطيعين الوقوف وأنك مازلتي تحبيهم نفس الحب أردت الرجوع لأمي لأسألها كيف لي الصمود إمام أطفالي لأكون قوية ولاابكي اذ سألوني لماذا جدتي لم تخرج لتودعنا كالعاده وتذكرت ان أمي لن تستطيع مساعدتي بالرد كالسابق ..

مسحت دموعي ذهب جسدي فقط وروحي بقيت تحت إقدام امي وأطفالي ينظرون للخلف بهدوء حتى ابتعدنا قليلًا وأنا طوال الطريق أتحدث لنفسي لماذا العافية لاتشترى لأشتريها لأمي.. لماذا الأعمار لا تهدى لماذا الأمهات تكبر وتعجز ...

الأمهات أعظم النعم فنحن دون أمهاتنا لانسوي شيأ لاشيء يعيد لنا البسمة الا ابتسامة امي ولاحياة تبقى نابضة بحب وحنان بدون امي 

اللهم أني اسألك أمي وصحة أمي وفرحة أمي وسعادة امي ودعوات أمي.

بقلمي / فاطمة محيسن الجنابي /العراق



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لِلَّهِ لَحْظُكِ ما أَشَدَّ لَو أَدْرَكَتْ بقلم جمال أسكندر

قصيدة (لِلَّهِ لَحْظُكِ ما أَشَدَّ لَو أَدْرَكَتْ)  بقلم / جمال أسكندر    يَا خَالِقِي إِنَّ عُرَى الهُمُومِ تَمَكَّنَتْ     سَلَّمْتُ أَمْر...