تابع للجزء الأول
............اللقاء الأخير _2_
...هدأت همسات عشاق الأصيل ،وقلت رنات أمواج البحر، ولم يعد يملأ مكان الجرف سوى صوتهما المدوي ينبثق من نتوءات الصخور ، ينذر بدنو معركة الفراق ،ولما أنهت حديثها قال :
_ من لا تقرصه ألسن اللساعين ،ولا تلدغه أشواك الحياة ،ولا تعضه ضباع الليل ، ولا تلسعه عقارب الصيف ،ولا تصفعه رياح الشتاء ، يبقى معجبا بنفسه متغطرسا يعانق متاع الحياة وغرور الليالي ،تخدعه الأيام وتسقطه في كمائن النكد والكدر .فهل فهمت قصد المتيم ،ألست القائلة إني نصفك الثاني ولا يمكن أن تفرقنا شرور عبدة الشيطان حتى يجيء الرحيل إلى دار البقاء ، واليوم جئت تتغنين بالوداع ، هل علقت أمام عهد البقاء رسائل الحب ومهج الحياة ؟ أنقف مستسلمين لتحديات الشيطنةونترك قصر العشق ينهار أمام عيوننا ولا نحرك ساكنا ؟ أيرضيك أن نعيش سواد القدر وسوط القنوط يعاقبنا ؟ شهقت متحسر ة واليأس ينتابها والهموم تنازعها وأجابت متلعلعة بحدة وعنف .
_ أنا ها هنا جئت إليك غير مرغمة ولا مكرهة ، إن الأصوات مبهمة تناديني للوداع وفوضى مختلة تملأ رأسي تفودني للفراق .
_ أمسك يدها بقبضته الموجعة وضغط عليها بشدة وقد أعلنت روحه التمرد في لحظة غضب ، وانبعثت من داخله رائحة الحريق وكشر عن تذمره مقطب الحاجلين وقال ثائرا :
_ مرت شهور طويلة تتساقط أيامها كأوراق الخريف ،وساعاتها تهوى على صدورنا مثقلة بالهموم والغموم ،تخنق نفسينا تنحر روحينا ، وهوس أهواء أشباه البشر تتلاعب بمشاعرنا يرجو إستسلامنا ينادي للوداع وللفراق ...
_ يا شمس الأصيل مر الوقت سريعا ،وأصبحت لا أذكر منه إلا مثلث الرعب من غيرة وحسد وشيطنة ومازلنا حتى الآن نعاني يتم الحب .منذ عرفتك والأيادي النجسة تتقاذفنا ،إلى متى والإنصياع لمؤيدي التفرقة والتشتيت ؟ إلى متى والخضوع لهؤلاء المتمدرسين من مناهج إبليس ؟ هل نخضع ونركع لهم ؟ ألم تعلمنا سعود الحياة الوقوف على ركح المكارم نتلو الموشحات ؟ ألم تدربنا نحوسها الصمود على مسرح المكاره نحارب الشائعات ؟ ذاك العطاء هبة من الله ،وتلك الحريةهدية من القدر هل لنا حملها بكفوف أيدينا ونضعها تحد أقدامهم ليرفسوها ونظل تحت أرجل الإستهزاء والسخرية خاضعين ؟ فأين نحن من مثلث الهناء الملون بإيمان الحب والوفاء له والعهد لإتمامه......... يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق