التّحرّش
. . . . . . . . .
مقال
بقلم الكاتبة الروائية
أمل شيخموس// سوريا
* * *
التحرش ظاهرة قديمة ليست وليدة اليوم تعبر عن الخلل النفسي و الكبت الذي يصل للسادية أحياناً و النظرة الدونية للمرأة ، فعل مشين له عواقب وخيمة مصحوبة بأذى و عنف جسدي و لفظي تبدأ من تراخي الأهل في التربية السليمة المتوازنة من خلال التركيز على البنات و التراخي مع الأولاد .
الأشكال المختلفة للتحرش الجنسي :
- اللفظي : التعليقات أو التلميحات الجنسية على جسم الشخص . .
- غير اللّفظي : التحديق بشخصٍ ما من الأعلى إلى الأسفل أو التركيز على مناطق محددة في الجسم و القيام بإيماءت جنسية من خلال الحركات . .
الاعتقاد الخاطئ عن التحرش :
إنّ الفتيات وحدهنَّ من يتعرضنَّ للإيذاء بل يمكن للطفل أيضاً التعرض للإعتداء الجنسي في : المواصلات - المنزل - المحلات - الشارع . . أي مكان
قد يكون الشخص المعتدي
أحد الأقارب - شخص غريب - الأب أو الأم - صديق العائلة - المعلم - عامل إنساني . .
حال معرفة تعرض الطفل للتحرش ينبغي المحافظة على الثبات الإنفعالي و إبلاغ الشرطة بالحادث و تقديم مساعدة نفسية و طبية للطفل كما تحريره من اللوم . .
دع الأطفال يعرفون أن بعض أجزاء الجسم خاصة و أنه لا بأس من قول " لا " عندما يكون غير مرتاح و في أقرب وقت ممكن يجب عليه إخبار شخص بالغ موثوق به .
حوادث التحرش تزداد كل يوم بسبب انتشار البطالة لأن فراغ العقل و النقص العاطفي الحاد عواقبه وخيمة ، أبرز أسبابه قلة التعليم و التربية و انعدام فرص العمل و تعاطي الكحول و المخدرات حيث تزداد وتيرة التحرش في ظل الفقر والجهل ، غياب الرقابة والنظام الأمان و الذي يؤدي إلى التدهور و خلق بيئة ملائمة للفساد و انتشار البكتيرية الخبيثة و من صفات هؤلاء قلة النخوة و الحياء . . السؤال الذي يفرضُ ذاتهُ :
- هل هؤلاء لا يملكون أختاً أو بنتاً يخافون عليها ؟!
رزقنا الله بعقلٍ زينة علينا أن نعتز بفضل الله و أننا على خُلُق . . كما يجب الإندفاع من منطلق :
*احمي كرامة الآخرين كي يحموا كرامتكَ بالمقابل كل شيء يرتد على فاعله ، الجزاء من جنس العمل غض البصر فرض و لو كانت كل النساء متبرجات ، والحجاب فرض و لو بين أطهر الرجال ، لأنهُ ذنب كبير يغضب الرب و ما يتركهُ من آثار نفسية و جسدية ليست بهينة تبقى عالقة في الذهن ، يخالُ للسامع أنهم في مجاعة و يبدو ظاهرياً أن المتحرش محروم من كل شيء حتى لوكان شبعاناً في بيتهِ و عين الحقيقة أنهُ محروم من احترام ذاتهِ و الآخرين . . التحرش فعل بغيض سواءً كانت المرأة ترتدي اللباس المستور أم لا ، لأنَّ هذا ليس مبرراً والأمر الصادم أنه لا توجد في بلداننا قوانين صارمة و علنية يعاقب المتحرش ! إلا في حالات الإغتصاب و الجروح و كثيراً ما تتحول المرأة " الضحية " إلى " متهمة " في نظر المجتمع إنَّ لوم الضحية أو حتى تكذيبها يؤدي إلى السكوت و الكتمان و لن يتغير ذلك إلا بإنزال أقصى العقوبات بحق الجاني و أن يفكر ألف مرة قبل أن تراودهُ هكذا نية ليكون عبرة ، لأن من يتعدى على النساء كأنَّما يهدم الأوطان ، كما ينبغي على الدولة محاربة الفكر الدخيل الذي يُروجُ لهُ من خلال الأنترنيت والإعلام التلفزيوني و كثيراً ما يرسخ " فكرة " الشاب المسلم دون دين أو أخلاق البرامج التي تخلُ بمجتمعاتنا ، كما عليها البدء في زراعة القيم الحميدة بإسلوب حضاري أي وجود إعلام تربوي و تعليمي حقيقي إلى جانب المتابعة و الرعاية منذ الصغر من قبل الأهل لخلق بيئة راقية و مجتمع تسودهُ الكرامة و العزة و الشهامة . . يسعى لحقوق الإنسان . . حب المكان الذي ننتمي إليه البلد و أبناء البلد .
الكاتبة الروائية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق