قصه من حسبان الاردنيه
يا هند من حسبان قدّ بارق
رف رفيفا واضحا مسهبا
فهش للماضي وقد طالما
بذلك الماضي لقد شبّبا
فاستذرف الدمع فضنّت
على اعينه الدمع أن تسكبا
كما بدأ شعراء الجاهلية والاسلام تشبيب قصائدهم بذكر النساء والأطلال ... فعل شاعر الاردن عرار مصطفى وهبي التل وهو يذكر قرى ومدن واراضي الأردن ... لضم أربعة قرى ومدن في بيت شعر واحد ... قسما بماحص والفحيص والطفيلة والثنية ... في زمن الدولة الأموية كانت حسبان مقر والي الأردن ... حينما يتبدى الخليفة في قصر الموقر أو الحلابات كان الوالي يغادر حسبان الى متبدى الخليفة حتى يكون بخدمته ... كان عبيدة ابن عبد الرحمن واحدا من ولاة الأردن زمن الأمويين ... وصفه المؤرخون انه شديد وضابط لأمر الناس ... لكن يده مبسوطة بالعطايا للشعراء الذين يفدون على حسبان يمدحونه ... ولأن لكل ناجح حاسدين على مر الأزمان وحتى يومنا هذا ... فقد دبت النميمة ما بين حسبان والفدّين ودمشق حتى وصلت الى الخليفة الوليد ابن عبد الملك ... عزل عبيدة ابن عبد الرحمن عن ولاية الأردن وجلبه الى دمشق وعرضه للناس في الساحة ... قال لشرطته اقبضوا على أي شخص يتقرب من عبيدة ويتوجع له أو يثني عليه ... وكان أولهم الشاعر عدي بن الرقاع الذي وقف أمام الوالي المنكوب وقال :
ما عزلوك مسبوقاً ولكن
إلى الخَيْرَاتِ سَبَّاقاً جَوَادَا
وَكُنْتَ أخي وما وَلَدَتْكَ أُمِّي
وصولا باذلاً لي مستزادا
وقد هيضت لنكبتك القدامى
كَذَاكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا أَرَادَا
تنتهي الحكاية بغضب الوليد من ابن الرقاع الذي اعتذر بقوله ... يا أمير المؤمنين كان محسنا الي ويبرّني كثيرا ... اذا لم امدحه وهو بهذه الحالة اكون ناكرا للجميل ...تنتهي الحكاية مثل كل النهايات السعيدة ... عفا الوليد ابن عبد الملك عن الشاعر عدي ابن الرقاع ... وعن ممدوحه عبيدة بن عبد الرحمن واعاده الى حسبان التي بدأنا الحديث عنها...
المصدر :
من ذاكرة المكان
ابو ياغي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق