الاثنين، 27 يونيو 2022

حكاية سعادة بقلم سكينة الشريف

 حكاية سعادة

سكينة الشريف

مصر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يؤذيني كثيرا فزع البعض حين المصيبة 

يؤذيني كثيرا يأس البعض من تأخير استجابة الدعاء. 

يزعجني أيضا صمتي الطويل وعدم الحديث مع أحبابي في هذه المواضيع الحساسة والتي تحدد علاقات الناس بخالقها....

وبما أنني لا أحب كثيرا من المواضيع الدعوية التي تخص الصبر والرضا بقضاء الله الا بمحاكاة شخصية او واقعية من خلال مايحدث من حولنا. 


فتلك علاقتنا مع البلاء والدعاء. 

يدعوا العبد ثم يدعوا ثم يصاب بفتور عارض. 

سرعان ما يفيق بأن الله عالم الغيب والشهادة، وحدة الذي يدرك أين يكمن الخير لنا، 

حين ندعوا فيكون الرد إبتلاءات، سرعان أيضا ما يفيق لعله خير فكل شوكة يشاك بها العبد له بها حسنة والله يضاعف لمن يشاء شرط الصبر والرضا والتسليم الكامل لأقدار الله، 


ندعوا ثم ندعوا ولم نمل يوما من عدم الاستجابة، 

ندعوا وكلنا يقين وحسن ظن بالله، لا يزعجنا تأخير أو تبديل الأحوال

قد يكون هناك ألم وبكاء فهذه طبيعة البشر فقد بكى خير البشر صلوات الله وسلامة عليه، 

لكن في دواخلنا يقين بالله ورضا كامل بفضل الله، 


يستعجب الكثير ممن حولنا من ردود أفعالنا حين البلاء نستقبله بشيء من الألم كطبيعة البشر لكنه الألم الهادئ دون كلمة فيها اعتراض، ورويدا رويدا وفي هدوء نسرب لبعضنا البعض حالة الاستبشار ولأننا نفهم لغتنا فسرعان ما تتغير حالتنا مستبشرين راضين مبتسمين أو ضاحكين حسب مايقال، حتى يظن الناضر أننا مصابون بصدمة، لكنه الرضا الكامل بأقدار الله، وأن كل شيئ عنده بقدر

(إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ).(إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)


أصابنا الله بالكثير من النعم التي لا تعد ولا تحصى نسجد له شكرا وتحميدا

كما أصابنا أيضا بأعظم الابتلاءات في أنفسنا وأرزاقنا وصحتنا وأحبابنا، فالله الحمد والمنه نجد أنفسنا في الحالتين لا يتغير نظام حياتنا سلوكنا تعاملنا مع الآخرين، فالله الحمد كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه فلا أنسب ذلك لنا فله الفضل والتوفيق والرضا منه، والتكريم من عظيم عطائه،

 

قد يقول البعض أن ذلك مخالف للفطرة الإنسانية ولكني أرى ذلك من فضل الله علينا وأن في كل أقدار الله خيرا لنا فلما نجزع . 

كما أننا على مبدأ مقولة الإمام على رضي الله عنه

(الرضا بقضاء الله يهون عظيم الرزايا) 


أحبابي قبل أن اختم كلامي وجبت تلك النصائح من مجرب 

أولا: ربوا انفسكم وأولادكم لاستقبال أعظم المصائب بالرضا قبل حدوثها فحين تحدث لن يكون غير الصبر إن شاء الله

 فقضاء الله نازل لامحالة

قال الله تعالى

(مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)


ثانيا: لا تستعجلوا الإجابة في الدعاء فهناك دعاء تحقق لي بعد عشرة أعوام وهناء دعاء قد استجابه الله لي بعد ثلاثين عاما ويشهد الله على ذلك

وهناك أدعية دعوتها على من ظلمنا تحقق في الحال.. 

ثالثا: لا تجزعوا حين البلاء إمنحوا أنفسكم برهة من الوقت لاستيعاب الموقف وتصرفوا بحكمة وروية وشيئ من الإيمان فالبلاء قد وقع ولن يتغير شيئ،

 المتغير سيكون ردود أفعالنا إما بالصبر والرضا وإما بالجزع والفزع. 

رابعا: عودوا أنفسكم حين الدعاء أن يكون الدعاء بيقين واحسنوا الظن بالله وانتم منتظرون الاجابة، وأن تجمعوا جميع المسلمين في أدعيتكم فهناك ملك يقول ولكم بالمثل، 


أطلت عليكم، أحبكم في الله فأحببت لكم الخير الذي أعيشه حرفيا. 

دمتم بألف خير وسعادة وعشتم في رقي ورضا واستبشار، وعفانا الله واياكم وبلاد المسلمين من كل بلاء.

 وجمعنا الله على حوض رسول الله (صل الله عليه وسلم) مع شربة من يدية هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبدا. 

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنْ لا إله إلا أنت أسْتغفرك وأتوبُ إليك: 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لمن تنادي بقلم عادل العبيدي

لمن تنادي —————————- شظايا زجاج تناثرت  على أوراقي أوحى إلي درر تضيء كلماتي  أم شفرات حقد مزقت أشعاري لم أر غير ألوان الغبار ولم أسمع غير صو...