حلم في ليل بارد..
نظر في مرآة ذاته .رأى ليل اسود..غيوم كثيفة داكنة..مطر. مطر. الرأس ثقيل الرؤية معدومة .الليل طويل والسجن مقفل الأبواب. الفراش دافئ. الروح هائمة متحررة من قيود المحسوسات. العقل متوثب للتعرف على فراشات يبحثن عن وردة بيضاء ينتحرن على نور وريقاتها. وعلى نحلات يبحثن عن زهرة حمراء يرشفن رحيقها ليتحول إلى شهد يجدد الحياة
اخذه الحلم بعيدا. قطرات باردة تلفح وجهه وأخرى تلفح وجه النافذة .تكوم داخل فراشه أحس بلهيب يشتعل على صفحة جبينه. هل هي وخزات السهر ام هي الحمة القادمة مع الخريف.? لا يدري ولكن صوتا يشبه الهمس قادما من قلب العاصفة يتسلل إلى مركز السمع اعاده إلى زمن برعم في حياته واورق ذكريات في كيانه طالما حاول نسيانها ولكنها كانت عصية على النسيان وبقيت راسخة في مركز الذاكرة
تمددت كرة جسده عندما شعر أن يدا أعادت لفه بغطاء كان يرافقها صوت......انت محموم حبيبي......مر الصوت كنسمة حياة اعاده إلى ليال ماضية عذبة هادئة صافية كقلوب العذارى .ترف عليها الأماني كنفحات دافئة في ذاكرة العشاق. وعاد البدر يرسم القبل على شفاه النجوم والحلم يرسم لوحة الحب والجمال
سأل من انت.?لم يسمع جوابا. سأل من تكون هذه الحورية القادمة من السماء في هذا الليل البارد. هل هي التي كنت اعبث بشعرها المجنون في ليال العشق.? هل هي حبيبة عمري التي فارقتني ولم تفارقني.?هل هي من كنت اريح راسي على صدرها وانا امتص رحيق الحياة.? هل هي التي كانت تتعانق روحانا ونحن نصلي في محراب الحب الأبدي? هل هي حبيبتي....هل هي أمي?لم يتلقىأجابات إلا أن الحلم غادره وتركه يجتر ذكرياته وهو يتأرجح بين الواقع والحلم وقد تكوم في عب فراشه البارد برودة ليله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق