دار العجزة
جهزت زوجته الانانية المتغطرسة باردة القلب والإحساس حقيبة والدته، انظروا تكاد تطير من الفرحة فقد أصبح البيت ملك لها بعدما أزاحت أساسه لا تدري هذه الغبية أنها فقدت البركة والرضى بعملها هذا، بعدما اوغلت صدر زوجها على والدته فأصبح أعمى البصيرة أكثر مما كان ناكر المعروف قليل الأدب لا رجولة له ولا شهامة في داخله شيطان يميل معه أينما مال، أمسك بيديها الضعيفتين الهزيلتين وفتح الباب على مصراعيه وبنظرة غضب كمين وبصوت خشن قال: هيا معي، غمرته بنظرتها الحنونة العطوفة قائلة: إلى أين تأخذني يا بني؟ صمت قليلا ثم قال: سآخذك لمكان تجدين الرعاية فيه فهنا لم يعد لك مكان .
لم تحاول استجدائه بل استجمعت شجاعتها تاركة يده ثم أمسكت حقيبتها ورمقته بنظرة غضب، خرجت وهي تقول له بصوت عال : لم تعد ابني بعد الآن، وفي داخلها قلب حزين يدعو الله ويقول: اللهم اهديه يارب فلا هادي إلا أنت سبحانك .
نظر إليه إبنه قائلا: أبي هل أفعل لك ما فعلته لجدتي حينما أكبر وأصبح أبا مثلك؟؟!!!.
علت على جبينه الحيرة ولم يقدر على إجابة إبنه ثم صرخ في وجهه قائلا: لا تعد إلى طرح أسئلة كهذه وإلا نلت العقاب.
من هنا نرى أن المعيار الأخلاقي بدأ في الاضمحلال من طرف مجموعة من المجتمع الذي نعيشه إذ استولى عليهم الطابع المتفرد الأناني ورحلت عنهم التربية الأخلاقية التي وجب عليهم الإعتماد عليها في حياتهم اليومية ورغم أن الله دعانا لبر الوالدين وشدد علينا ذلك بقوله تعالى: ( ولاتقل لهما اف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا )، إلا أننا لو زرنا دار العجزة لوجدناها مليئة بكبار السن المرميين من طرف أبنائهم بعدما شاب الشعر وتقوس الظهر وضاعت سنين العمر لأجلهم .
السؤال الذي يطرح نفسه اليوم: أين الخلل؟ أفي الظروف أم العقول أم في التربية أم في المجتمع الذي يرى لكن لا حياة لمن تنادي ؟!!!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق