هديتي لك
أرى أنك تجلس في ذلك الركن الهادئ ألا أدلك على شيء يعطي لحياتك قيمة وجمال؟
أتريد حقا معرفة ما هو ؟ سأوضح لك أكثر.
حينما تكون تبحث عن قيمتك في هذه الحياة ومدى تأثيرك على محيطك تجد نفسك لم تفعل شيء يذكر ، صح.
تعال معي نفتح هذا الكتاب المبارك إنه شامل كامل عميق المحتوى، سيجاوبك على كل أسئلتك ويتركك تعرف ماهيتك في هذه الحياة.
إنه كتاب القرآن الكريم أنزله الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يصرفك عن المعاصي ويخرجك من قوقعة اليأس والعزلة وكل المتاهات لينير طريقك إلى كل ما هو خير وبركة.
آياته أسرار بحر عميق المحتوى فهي معجزة بحد ذاتها فكلما تعمقت فيها عرفت أن هذه الدنيا لم تخلق من لا شيء بل هي وحدة متكاملة العناصر مستوفية لكل الميزات، أنزلت من عند الله باللغة العربية عذبة سلسة سهلة التعلم تريح الروح والوجدان.
قال الله عز وجل: (لا يسأل عما يفعل وهم يسئلون)،( ألا له الخلق والأمر ) خلق كل شيء فأحسن وابدع لا له شبه ولا شريك أحد صمد .
حينما تمسك هذا الأنيس- ألا وهو القرآن الكريم - تسبح في حروفه لأن كل حرف منه يعادل عشر حسنات فيا له من مكسب كبير لو عرفنا كيف نتقن ونواضب عليه.
ستقول لي أن أعمالك الحياتية مكتظة ولا وقت لديك، أعلم ذلك جيدا، لكنك تستطيع أن تترك له حيز زماني تقرأه، ألم تسأل نفسك آلاف المرات كم أنا مقصر تجاه خالقي؟، لكنه حليم غفور فقد قال سبحانه وتعالى:( ادعوني استجب لكم) فهو يساعدك لتكمل مسيرة حياتك .
من الآن فصاعدا كن رفيقا للقرآن الكريم روحك ترتاح وبالك يهدأ فهو عوض من عند الله يريح قلبك وفؤادك، فالله يعرف صدق شعورك .
اعرف دلائل الاعجاز في حروفه وبين كلماته وتصفح مواطن الخير والراحة والطمأنينة بين طياته .
اجتهد في حفظه وتفسيره لتشتاق لعبير قصصه النبوية الشريفة وحلل كل ما فيها من نصائح وارشادات تجد حلولا تتسابق فيها للخير والإرشاد.
تعلم الإحسان لتعبد الله كأنك تراه وإن لم تكن تراه فهو يراك، كن تقيا نقيا فقد قيل خير من قائل بعد بسم الله الرحمن الرحيم ( إن أكرمكم عند الله اتقاكم ).
طهر قلبك فكلما طهر القلب رق وراق فذاق ففاق فشتاق لمناجاة ربه في كتابه الكريم .
اغترف منه فهو بحر لا ينضب، فمهما تقلبت وتخبطت بين ما نراه من ترهات لتزييفه والانقاص من أهميته ومهما ابتعدت عن طريق السلامة سيأتي بك القرآن الكريم لينير دربك ويرشدك للأصلح والأحسن لأنه في اللوح المحفوظ لا لهم له من سلطان .
لا تسمع لصوت المشككين في كتاب الله اقرأ القرآن بتدبر واسمعه بتدبر بعيدا عن الناس وتمعن في معانيه تفهم ما فيه وتشتاق لتفسيره، قد تتأخر قليلا في استيعاب هذا الكلام لكن ما إن تتمسك به وتشتم عبيره لن تتركه من يديك أبدا.
أنت لا تحتاج إلى أحد ليذكرك أن هناك رب ينادي فوق سبع سماوات فالحمد لله على نعمة الإسلام .
قال تعالى: ( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا).
نعم كثيرة الحمد والشكر والثناء، لا مكان للاعوجاج في حياة أهل القرآن.
واختم كلامي بأجمل ما أحب من كلمات ربي في قوله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} صدق الله العظيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق