اسطورة أبو البركات البربري مع العفريت
ابو البركات البربري كان رجل عادي فأصبح ذو مكانه عظيمه في التاريخ الإسلامي .. والبربري كان لقب يطلق على القبائل الأمازيغيه في شمال أفريقيا الذين منهم قبائل زناته و صنهاجه و لمتونه الذين خرج منهم طارق بن زياد و يوسف بن تاشفين وغيرهم من القادة العظماء في التاريخ الإسلامي ومن هذه القبائل خرج ابو البركات البربري ..
ابو البركات كان رجل عادي ركب في سفينه في المحيط الهندي .. انزلته السفينه على شواطيء جزر المالديف .. نزل على شاطيء جزيرة ماليه التي هي العاصمة اليوم ..
ما كان يعرف في تلك الجزيرة أحد .. كان مسلم و جميع الجزيرة يتبعون الديانه البوذية ..
فتوجه ابو البركات الى أول كوخ صادفه على الجزيرة ..
طرق باب الكوخ ولم يجد فيه إلا إمرأة عجوز طاعنه في السن مع إبنتها الوحيده ..
شاهدت العجوز أن شكل هذا الرجل غريب فإستضافته في كوخها .. وأقام ابو البركات في منزل تلك العجوز ..
ولا أحد يعلم الى اليوم سبب سفر ابو البركات لتلك الجزيرة .. فلم يكن لا تاجر ولا داعية ولا رحالة .. لم يكن معروف في التاريخ قبل هذه القصة ..
مضت الأيام وابو البركات يقيم عند هذه المرأة العجوز .. ودخل عليها في أحد الأيام فوجدها تبكي .. فسألها لماذا تبكين ؟ .. فقالت له انها قصة طويلة .. فأصر على أن يعرف السبب ..
قالت له العجوز هل رأيت ذلك البحر الذي أتيت إلينا منه ؟ ذلك المحيط يخرج لنا منه في كل شهر عفريت .. وفي ليلة خروجه من البحر يجتمع الكهنة ويعملون قرعة بين فتيات القرية والفتاة التي تقع عليها القرعة يقدموها قربان للعفريت لكي لا يهجم العفريت على القرية و يفتك بها .. وهذه المرة وقعت القرعة على ابنتي الوحيدة ..
كان ابو البركات رجل مؤمن ولا يؤمن بهذه الخرفات التي يقوم بها كهنة القرية .. فقال للمرأة العجوز اطمئني .. في ذلك اليوم من الشهر سأدخل أنا في الصندوق الذي سيضعون فيه ابنتك وسأجعلهم يأخذوني للعفريت لكي أنقذكم منه ..
وعندما جاء ذلك اليوم دخل ابو البركات في الصندوق بدل الفتاة .. وحمل الكهنة الصندوق ووضعوه على الشاطيء في مكان خروج العفريت ..
فما لبث أن إرتفع موج البحر .. وسمع ابو البركات صوت قوي و مخيف .. وخرج العفريت من البحر وكان ضخم في حجم سفينه .. له مثل القناديل المضيئه على رأسه .. فخرج العفريت الى الشاطيء يمشي بإتجاه الصندوق .. فإستقبله ابو البركات بآيات من القرآن و المعوذات .. فلم يستطع العفريت التقدم و تراجع الى البحر .. فتبعه ابو البركات وهو يتلو آيات من القرآن حتى اختفى العفريت في البحر ..
فإنصدم أهل القرية من هذا المشهد عندما شاهدوا أبو البركات وهو يهزم العفريت بكلمات لا يعرفونها ..
اجتمع أهل القرية حول ابو البركات و أخذوه الى ملك الجزيرة .. وكان اسم الملك ( شنورازا ) .. فقال له الملك من أنت .. وكيف هزمت العفريت .. وما تلك الكلمات التي كنت تقولها و خاف منها العفريت ؟؟ .. فأخبره ابو البركات بأني كنت أردد آيات من القرآن فأنقذني الله من هذا العفريت ..
فلم يصدقه الملك و قال له أن هذا العفريت يقتلنا منذ سنوات طويلة ولا أصدق ان مجرد كلمات هزمته .. وقال الملك لأبو البركات لن أصدقك حتى يجيء الشهر القادم وأشاهدك بعيني كيف تطرد العفريت ..
وجاء الشهر التالي و اجتمع الملك مع أهل الجزيرة قرب الشاطيء ليتأكدوا من صدق أبو البركات ..
وعندما جاءت ليلة العفريت ارتفعت الأمواج و هاجت وخرج العفريت من البحر .. فتقدم ابو البركات نحوه وهو يتلو عليه القرآن .. فلم يستطع العفريت الخروج الى الشاطيء و تراجع الى أعماق البحر ..
أعجب الملك بشجاعة ابو البركات وطلب منه أن يشرح له عن الدين الإسلامي .. وبعد فترة أسلم الملك و أسلم سكان الجزيرة .. وطلب الملك شنورازا من ابو البركات ان يختار له اسم .. فاختار له ابو البركات اسم محمد ابن عبد الله و اصبح اسم الملك محمد ابن عبد الله على اسم الرسول ..
وطلب الملك شنورازا من ابو البركات البربري ان ينقش له على صخره في الجزيرة بالخط العربي اسمه الجديد و تاريخ إسلامه و سبب اسلامه و قصة اسلامه .. وهذا النقش على الصخرة لا يزال موجود في جزر المالديف في المحيط الهندي الى يومنا هذا ..
ومنذ إسلام الملك و أهل جزر الملديف جعلوا ثلث دخل الدولة لمساعدة أهل السبيل القادمين إليهم من البحر .. بسبب ابن السبيل ابو البركات البربري ..
تحول سكان جزر الملديف من البوذية الى الإسلام بسبب رجل واحد .. وحولو معابدهم الى مساجد .. وأول مسجد كان في جزر المالديف اسماه أهل الجزيرة مسجد أبو البركات ولا يزال موجود الى يومنا هذا ..
الرحالة ابن بطوطة في كتابه تحفة الناظر يروي قصة ابو البركات وكيف انه سافر الى جزر بعيدة في المحيط الهندي فتفاجأ أن سكان تلك الجزر مسلمين وعندما سألهم كيف أسلمتم وكيف وصل الإسلام لكم قالوا له القصة .. و ابن بطوطة كان أول من روى قصة جزر المالديف وكشف إسطورة اسلامهم للعالم ..
ويقول ابن بطوطة انه لم يكن يعرف ان سكان تلك الجزر مسلمين .. الى يوم تفاجأ بعادة لدى سكان تلك الجزر انهم يتجهون في ليلة معينه في الشهر نحو الشاطيء و يرددون القرآن حتى الصباح .. فسأل سكان الجزيرة لما تفعلون هذا .. فأخبروه أنه بنفس تلك الليلة كان يخرج لهم العفريت حتى أنجاهم ابو البركات منه .. واستمروا هم بنفس هذا الطقس ..
ابو البركات البربري رجل بسيط عادي .. ليس رجل دين ولم يكن ملتحي حتى كما يرسم صورته اهل جزر المالديف .. رجل واحد نشر دينه في بلاد كاملة دون تشدد أو تطرف أو حرب أو سيف ..
والى اليوم فسكان جزر المالديف جميعهم مسلمين و آثار أبو البركات البربري لا زالت موجودة و يعتبرها سكان تلك الجزر كنز وطني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق