حروف أعلنت الحرية
سكينة الشريف
مصر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زِدني بِفرط الهجر فيك تجبرا
وانسج خيوطك الشائكة
حَول معصم الروح
وحول نبضات القلب النابض
بحروفك
وصُب سُمك في وريدي
وانثر ما قد بثه شيب السنين
بمرقدي
صبورة أنا متحملة هجير لظاك
وعشتك دهرا في توهمي
فمزقت أثواب عمري
ومن ثم قرطاسي ودفتري
فسرقت مني هويتي
وأصبحت بلا عنوان
اسما بلا لقب
أمام عتباتك
أتراجع متوارية خلف ستار
كبريائي
كنت تود أن ترى
انهزام شموخي وانكسار قلبي
بين أضلعي
فيصبح بيتي كوخا بلا أعمدة
وأوتاد
بلا موقد أو زاد
ما به غير ماء راكد
ويصبح قلبي يقتات أنينا ممتدا
وتعتري مشاعري خيبات أمل
لا تحلم فخيالك وهم...
على أنقاض إنسانيتي
نحتت صنمك الوهمي
وجعلت بيده سوط الجلاد
ومددت سطوك
فأصبحت رمزا للعبودية
وجميع النساء في حرمك إماء
تبتاع
وتدوسهن بأقدام عصفك
وتقطع أوصال رقابهن إذا
ارتفعت في مواجهتك
فالكل ينزوي خوفا منك
إلّا أنا...
فلست جارية بيمينك
لا أهاب شبح صنمك الذي
سيحطم لو أردت
أو يخيفني رفع سوطك
فأنت أضعف من رفعه
لملمت كسور روحي
وأعلنت عصياني وترفعي
وكسرت صنمك الوهمي
ومزقت سوطك العنكبوتي
وبنيت مكان كوخي المهشم
قصرا ماسيا يناطح السحاب
له شرفات تطل على حدائق
أحلامي
و زرعت الورد عشقا نرجسيا
في أرض بستاني
وكتبت بكل شوارع الحياة
عنواني
وغزلت من ممزقات جراحي
أثوابا مرصعة بالياقوت
تتراقص بها نوارس الحب
فوق أغصان شموخي وكبريائي
وتعالت صيحات الأحرف
المنتصرة شدوا بكتابي
وحين تأتيني بضاعتك المزجاة
ربما لا أقبلها وإن قبلت مبادلتها
سأبادل الدمع بدمع والجرح
بجرح
وسأزيدك صاعا من الألم
ولن أفتح أبدا لك أبوابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق