الاثنين، 6 يونيو 2022

ملاحظة نقدية للأستاذ صاحب ساجت في قصيدة نبوءة عرافة بقلم ثريا الشام

 تَحيةٌ طَيبةٌ...

ملاحظَةٌ جَديرةٌ بِالقراءَةِ:-

أَيُّ قاريءٍ لهُ زاويةٌ خاصةٌ بهِ، يَنظرُ من خلالها إلىٰ النَّص الأدبي، وَ يضعُ

محدداتٍ في تقويم النّص، و متعته

و مدىٰ قربه أو بعده عن أفكاره...

     النصُّ نَبُوءَةُ عَرَّافَةٍ الذي بين يدينا، بدأَ ببياناتٍ تعريفيةٍ بالعرَّافةِ

و أفعالِها و أفكارِها، و وصفَ وَصفًا عامًّا أجواءً هَيَّأَتْ أرضيةً خِصبةً لتأثير العرّافة علىٰ مُريديها و المُصدِّقين بما تَتنبَّأُ بهِ.

     تَداخلَتِ المقدمةُ بمتنِ النَّص،

و كادتْ تكونُ مهمةُ الفصلِ بينهما عسيرةً نوعًا ما، فصارَتِ المقدمةُ هي النَّصُّ بذاته - كما يبدو ! 

بَيْدَ أنَّ كلامَ العرّافةِ.. الذي جاء بين  التنصيص "......" ، عَرَّفَنا بالمَتنِ، لنصٍّ نثريٍّ أرادتْ بهِ الكاتبةُ أن تُوحيَ للمتلقي:-

 " أنكَ علىٰ وهمٍ حينما تُصدِّقُ ما يُخرِّفُ به العرَّافون وَ تَبني حياتَكَ علىٰ إشاراتٍ يَبثُّوها دون وعيٍ!" 

  توصيفَُ النَّصِّ:-

  أنَّ مقولةَ " كَذَّبَ المنجمُون و لو صَدَقُوا!" معناها صحيحٌ، لأن المنجم يَدَّعي عِلمَ الغيبِ، و ليس له تَحَققٌ من ذلك، و إن وقعَ ما تنبَّأ به، فهو كاذبٌ في ادعاءِ علمه، حتىٰ لو وقعَ شيءٌ ممَّا أخبرَ به.

فالوصفُ المستفيضُ لحالةِ المجتمع

بفئاتهِ و طبقاتهِ المختلفة، بدأَ منْ:-

       "- كُلُّ سُنبُلَةٍ،

       بِخِنجَرٍ مِنْ صَوَّانِ

       حَبلٌ يُلَفُّ عَلىٰ ناصيَةِ 

       الحُلُمِ، فَرَاشاتٌ تَبحَثُ 

       عَنْ بَقايا شُعاعٍ

       في مَساربِ المَاءِ...

       عَلىٰ أَديمِ الأَرضِ،

       خُبزُنا يَحترِقُ، وَ صُورةُ

       الرَّغيفِ سَحابَةٌ في سماءٍ

        تُبَدِّدُها التَمْتَمَاتُ!"

هو توصيفٌ وافٍ لمجتمع تَنفثُ فيه

أفاعي التخلُّف و الجهل سمومها،

و تتحول لحمتُهُ إلٰى نسيجٍ فضفاض

تعيشُ فيه التناحراتُ الّتي تُغذّيها الحرائقُ و خناجرُ الغدرِ، ممَّا يُحوِّلُ افرادَهُ إلىٰ فراشاتٍ تَحومُ حَولَ لهيب النار و شُعاع الوَهم، فتحترقُ،

حالُها حالُ رغيفِ خبزِ و خيراتِ ذلك المجتمع، و لم تَعُدْ (الأحلامُ/ النوايا) تُجدي نفعًا، سواء الحسنة منها أو غيرها...

بحيث يُصْبِحُ رغيفُ الخبزِ سحابةَ

صيفٍ تبدِّدُها رياحٌ هَوجاء، تَندفعُ منْ كلِّ حَدَبٍ وَ صَوبٍ!

النّتيجَةُ...

        آلافُ الألسنِ الحِدادِ تَتعرضُ بالتحليلِ و التفسير لِما آلتْ إليهِ الأمورُ، و توقعتها العرّافةُ، و جعلتِ المتصدِّي لها بين خيارين أحلاهما أَمَرُّ منِ العلقم:-

* الأولُ - الرجاءُ بطلب القناعة، و الرضوخ للإمر الواقع...

* و الآخرُ - شنُّ حربٍ شعواءَ بين المتصدي و كلِّ مِمَّا دُفِعَ باتجاه تخريب وحدة المجتمع!

و هذه نهايةٌ مأساويةٌ (حذَّرتْ منهـا الكاتبةُ) تُجبُرُنا -كَمُستَهدَفين- أن نقفَ بوجه المَدِّ، و نمنعهُ منِ  الإستمرارِ في فُوضَىٰ وَ عبثيةِ الحياةِ!

  مع أطيب التحيات...

    (صاحب ساجت/العراق)


النص موضوع الملاحظة...

         نَبُوءَةُ عَرَّافَةٍ

عَرَّافَةٌ...

تَتفَيَّأُ ظِلَّ آذارَ

تُقشِّرُ كَمَأً، 

في ضَوءِ البَرقِ

تَنفضُ عَنْ شِفَتَيْهَا

رَمادَ تُبغٍ،

 وَ دُخَّانَ خَيْزَرانِ

عَلٰى مَوجِ نَهرٍ،

تَتَنَبَّأُ بِشبقِ الشِّتاءِ

لِرحمِ الأرضِ!

عَلٰى سريرِ تُرابٍ،

تَتَولَّدُ رَغبةُ الزَّرعِ،

وَ جذُورُ القَصَبِ...

لِالْتقامِ الضَّرعِ!

    "- تَزرَعُونَ سُنْبُلَ رُجُولَةْ

       وَ تَجنُون حَطبًا

       في مغاراتِ الكُهُولَةْ!"

عِباراتُها غامِضَةٌ،

حينَ أَردَفَتْ:

      "- كُلُّ سُنبُلَةٍ،

       بِخِنجَرٍ مِنْ صَوَّانِ

       حَبلٌ يُلَفُّ عَلىٰ ناصيَةِ 

       الحُلُمِ، فَرَاشاتٌ تَبحَثُ 

       عَنْ بَقايا شُعاعٍ

       في مَساربِ المَاءِ...

       عَلىٰ أَديمِ الأَرضِ،

       خُبزُنا يَحترِقُ، وَ صُورةُ

       الرَّغيفِ سَحابَةٌ في سماءٍ

        تُبَدِّدُها التَمْتَمَاتُ!"

عَرَّافَةٌ بِأَلْفِ لِسانِ،

عَلِّي اَفهَمُ ما قالَتْهُ 

أَو أَتركُ لَهيبَ صَيفٍ بَينَنا...

تُرجُمانِ!

        ثريا الشمام /سوريا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...