................ ظمأ الإنتظار
_ لما علمت بمجيئه فرح قلبها وبكت بكاء حارا من شدة السرور ، فما أعظم شدة سرور القلب ! ،فإن في فرحه ثبات وابتهاج للذهن والنفس .
_ حاولت أن تبدد الزوابع وتنهي معارك الأحزان لتظهر زينتها المأخوذة من مباهج الحياة ، وتوسع ضيق الأفق ، وتقوي ضحالة النظر ، ترجو الصبر أن يطرد المزعجات ، والتجلد يخفف عنها الأزمات ،تأمل من إهتمامها بالزائر أن يبعد عنها الجراح والغموم والأحزان فتنال أمرين ، إسعاد نفسها وإبهاج العائد إليها .
_ كانت تعلم إن لم تلجم بطش شرود التفكير يعيد لها الماضي الجريح ، ويجرجر المستقبل المرعب و يزلزل حاضرها المنشود ، فيهز أركان كيانها ويزيد إحراق مشاعرها .
_ إلا أنها كانت تتساءل بأي وجه تقابله ؟ أبابتسامة أم بالعناق ؟ أتنظر إلى عينيه أم تطأطئ رأسها ، تساؤلات كثيرة راودتها ولم تجد لها إجابة صريحة . ورغم ذلك حاولت أن تعطي للحياة قيمتها وأن تنزلها منزلتها ، وفي مخيلتها أن الحياة الدنيا برمتها لا تستحق منا الإحباط والعبوس ،فالإعتراف بالذنب والخطأ سيدا المواقف ، ربما يقي صاحبه من جزع النفس والفواجع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق