عجائب القدر
ذروني و شأني فإن فؤادي متعلق
سعيد بعطاء المنان و الوعد ميثاق
ما قذفه في ثنايا الفؤاد الا الخالق
و لا يأتي من عند الله إلا خير يليق
منذ ساقه ربي إلي فتن به الخافق
فغدا قلبي على إيقاع نبضه يخفق
غزا الكيان بطيبته و حسنه الخارق
فذ لا ند له ميزه الله بحسن الخلق
ما أتى الزمان بنظيره على الإطلاق
عفة المحصنات و قلب لين رقيق
محياه وسيم و يلوح منه نور رقراق
حكايتنا عجب عجاب من الخوارق
فما الأمر صدفة بل هو تدبير الحق
حطمنا القيود بإيمان فانزاح القلق
فتحنا شرفة نطل منها و نستنشق
نسائم الوصال دون جهر و لا نطق
نتحدث بكلام رقيق مشفر و شيق
لا يلتقط ذبذباته جاسوس يسترق
لا حاقد يشوش و لا دخيل يخترق
لغتنا صمت بديع البيان و السياق
لغة شاقة التداول و الفهم المدقق
لا يفهمها إلا الغواص في الأعماق
يسكن روحك مصر عليك لا يفارق
حريص على مشاعرك ابدا لا يقلق
فهل يقرأ صمتك إلا مثيل متطابق
أرواحنا منصهرة و اهتزازها متوافق
نفصح عن الشوق و حلم إليه نتوق
في مكان الموعد و التوقيت دقيق
ننتظر موعد اللقاء بحماس و شوق
ألتزم بقناعاته لا أزعجه و لا أضايق
كالبنيان المرصوص صرحنا شاهق
لا يهدده شرخ و لا يتوعده الإخفاق
جمعنا وجد صادق و الإهتمام لائق
غايته طاعة الجليل أساسه الصدق
فإذا من الله يبارك و تتسع الآفاق
إذا لهج اللسان بالدعاء في الغسق
نال منه حظا كبيرا و حقه مستحق
أدعو ربي أن يصونه من مكر الخلق
و يبارك مساعيه فمن الله التوفيق
دونه يشقى الفؤاد و المرارة تحدق
الكون قاتم و الحياة ليس لها مذاق
فالمتيم بدون توأمه ضياعه محقق
آ.خ.حمو أشوخان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق