حيرتني ليلتي
حين زارني طيفها بالمغيب
تعجبت من صدفة لها تماثل
صبية مسرعة وخوفها من ظلمة
مركبة أخيرة تتأهب للإقلاع
ليتني غيرت وجهتي حفيا
ليظل فؤادي ساكن الشعور
وصلت متعبا مبعثر الأوصال
كانت وسادتي حليمة أحزاني
تسمع أنيني وأهاتي كاتمة سري
نظرت إليها وقلت يارفيقتيى
كل الصور تغيب إلا وحهها
واليوم صفعتني ملامح حبها
لم أجد من أبوح له إلا أنت
وطال الليل كأنه جند لإقاضي
وتذكرت من رحلوا بالطاعون
.ومن دفنوا أحياء تحت الردم
على الثغور ماتوا واستشهدوا
نزر النجاح يزاحمه عويل وبكاء
ظل وارف وتابوت يرحل أحبابا
بالأمس عقدنا العزم أن نعيش
ونبني ونزرع الحب بكل زاوية
اليوم تذكار يا أسفي علي
الناس نياما لم يعد يجزع
إلا الموت والإندثار بملل
تشرق الشمس ضياءا لهم
ويتحاوز الليل الطويل زمانه
يشرب من معين الفجر للدوام
باق وفر الشروق فرار حرب
ليصل الليل بالليل أطرافه
ولا يحزن لموت الشروق
يتباهى بظلمة غزت ضوءا
عاد حزينا من تكالب الظلمات
البشير سلطاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق