و إن قيدتموني
وأسيرا بين البلوط البارد وضعتموني
في الشتاء
وأسيرا بين البلوط الساخن سجنتموني
في الصيف
وإن قيدتموني
اعلموا أنّ قصّتي خرجت من القضبان يوم أصبحت أسيرا
حفظها الجنين والطفل وخطها شعيرة
كالويل في قلبه
كالحرية في جسده
كالارض في ذاكرته
سيقول الأسير بيننا خارج السجون
فهيا نكسر سجون الخذلان قصته تنادينا
تصهل في ذاكرة الروّاة تستدعينا
جينوم حريتنا فائض على القضبان نهرا عجولا
لن ننادي أسباب خيباتنا فمن أرضنا يلد النخيل
وأغصان زيتوننا تمتد يقتلع الجدار والأسوار
لن نجنح إلى طلب خيانة فكرة من أجلك أيتها الطاغية
لن نموت إلا في رحاب عهد الحرّية
ولو خيرتموني بين البلوط والخيانة
اخترت الموت على شفاه العبودية حرّا
أنا الحرّ لست كسادتي العبيد
وإن قيدتموني وأسكنتموني الظلمة
ساظل نبعا في حليب الأمهات
سقيا يتلذّذ بها الصغار و يعشقونها
عبوديتي سيل يأتيها الظامئ عاشقا.
حاتم بوبكر
تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق