......................هل للظل روح ؟
_ ماذا بعد الطعنة وطلب الرجوع إليه ؟ هل من الإشتياق أم الندم ؟ هل بقاءها في البيت مشوية بالكدر من الصدمة تصارع الأنين وخيبة الأمل أم صحوة ضمير في الوقت بدل الضائع ؟ كما تعرف أن التحسر لا يجدي نفعا والإنتصار عليه لا يكون إلا بإعلان التبسم وإظهار الروح المرحة .
_ فلا الصبر والرضا بالقدر والإعتراف بالواقع عز نفسها ، ما ترجوه سوى أن يسامحها ويغفر لها خطيئتها ، لأن من هرعت إليه إنتقاما من حبيبها الأول هزها في كيانها فصرخت وضجرت ولم تجد من يقف بجانبها فتحولت مصيبتها إلى مصيبتين ، الخيانة وما سببه المتخلي عنها من إضطراب نفسي.
لم تستطع النعاس والنوم وليس لها من حل أمام ما يكدر صفو حياتها إلا ذاك الكهل المعروف بطيبة قلبه ، المبتسم في وجه النواغص،الصابر على الهول، المصارع للأحداث ، المحارب للهموم في عين العاصفة ، يضحك لكل أنواع الوجوه ، ليس لها إلا ذاك الإنسان الجالس وراء شاشته رفقة صفحته يزرع فيها الكلام العذب والبسمات بكل رقة وعطف على الكل دون إستثاء ، كبارا وصغارا ،نساء و رجالا ، والأطفال الأبرياء .
_ كما تأمل أن ينس الماضي ويغلق على ملفاته في أنفاق الإهمال ، فلا يعد إليها أبدا ليقرأها ولا يتذكر منها شيئا ،تطمح بأن يقول لا علاقة للأمس باليوم ،لأن تذكر الأمس جنون لا يخدم مصلحة اليوم و الغد .
_ فهل يقبل عودتها إلى أحضانه ؟ وهل ينظر إليها بنظرة المحب المتفائل كسابق عهده ؟ وهي من حاصرته بكوابيس الهموم وجحافيل الغموم حتى لا يعيش في النعيم ، هي من هجرت مباهج الحياة والطيبات إلى تعذيب النفس ، ومن هربت من الحدائق الغناء إلى أرض القفار و وديان الهلاك ، ومن تخلت عن الروابي الخضراء والسفوح الممتلئة بالحسن والجمال وسكنت قمم العناء والشقاء ، وبهذا عذبت نفسها لأجل نزوة عابرة فعاشت تذمر الحياة بتفاصيلها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق