علمتني الحياة
==========
هذي الحياةُ مدينةُ الأحزانِ
والصبرُ فيها عدَّةُ الإنسانِ
والدرس منها لا يفيد مولَّهاً
أو واقعاً في بؤرة العصيانِ
لكنها تعطي الدروسَ لعاقلٍ
متفكِّرٍ في روعةِ الأكوانِ
قد علمتني الصبرَ عند مصيبةٍ
و الشكرَ توّاقاً إلى الغفرانِ
والحبَّ ممزوجاً برحمةِ راحمٍ
ينأى عن الأحقادِ والأضغانِ
وتسامحاً يغزو فؤادي عندما
أقوى على خصمي بأي مكان
قد علمتني الصدقَ رغمَ خسارتي
للكاذبين بصحبةِ الخِلَّانِ
منها تعلمتُ الوفاءَ لمنعمٍ
ومحبَّةً للأهلِ والإخوان ِ
منها تعلمتُ القناعةَ والرضى
وتغافلاً عن زلةِ الأقرانِ
منها تعلمت الثباتَ لما أرى
من كلِّ حادثةٍ أتت ببيانِ
وعلمت أن الموتَ آخرُ رحلتي
فجعلتُ همّي الفوزَ بالرضوانِ
أرضيتُ ربي والتزمتُ عقيدتي
ومبادئي في طاعة الرحمنِ
لم أعشقِ الدنيا ولم أركن لها
لكن بنيتُ روائعَ البنيانِ
لأكونَ فيها نافعاً بتفضُّلٍ
للناسِ في فيضٍ من الإيمانِ
هذي الحياةُ مدارسٌ لأولي النهى
ودروسها تجري مع الشريانِ
والمرءُ فيها طالبٌ متعثِّرٌ
حيناً وحيناً قاهرُ الشيطانِ
قد علمتني في النهايةِ أنني
في رحلةٍ تحتاجُ للإتقانِ
========
بقلمي
د.جميل أحمد شريقي
( تيسير البسيطة )
سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق