حظ عاثر
قصة قصيرة
أغرب ما في هذه الحياة أن الكل يرى أن الحظ العاثر مصاحب له
في فترة ما تولد محبة وتكبر مع الأيام وفجأة
تنكسر المحبة وتضعف لسبب أو لأخر وتدريجيا تنتهي
ونبدأ في التفكير كيف تحولت العلاقة ووصلت لهذا الحد..
ولانصل لسبب محدد فكل سبب قد لايكون
مسببا للفراق ونكتفي بقول(النصيب)
فمثلا اثنين كانا يعيشان قصة حب ومتفقان على الإرتباط وتعاهدوا على عدم الفراق وحالت الظروف بينهما.
وتقطعت بهم الأسباب وذهب كل منهما في طريق.
وبعد سنوات يتقابلان صدفة.
هي تنزل من سيارة زوجها الفاخرة مرتدية أفخر الملابس وأغلى الحلى وزوجها بجانبها يبدو عليه الصحة والثراء.
وهو يمشي مع زوجته يحمل ولده و هي تمسك بيد إبنتها .
وتتقابل الأعين دون أن يشعر الزوج بنظرات زوجته لحبيبها السابق ودون أن تشعر الزوجة الأخرى بما طرأ على وجه زوجها من تغيير عندما رأى حبيبته السابقة
فياترى فيما كانا يفكران. ؟
ولما نتساءل فلنقفز بداخلهم ونعرف فيما يفكران.
الحبيب السابق يفكر بأنها اختارت الأفضل لها وأنها تستحق كل هذه العيشة الرغدة فمن أين كان سيأتي بعربة ولو ربع هذه
لازالت جميلة وربما أكثر مماسبق نفس العينين مازال شعرها الكاستنائي يتموج كموج بحر في ليلة صيف حارة لقد أعادتني للشعر بعكسها
وينظر إلى زوجته التي لاتهتم بمظهرها ولابشكلها ودائما تبدو الكآبة على وجهها أتعستني وحطمت طموحي ووأدت مشروع الشاعر في نفسي تبا للفقر الذي أبعدني عن حبيبة العم...... إنه الحظ العاثر
الحبيبة السابقة تفكر بأن هذه المرأة محظوظة بزوجها الذي يتقاسم معها حتى الخطوات وأنه من الواضح نجاح الزواج الذي أثمر عن طفلين جميلين طبعا تبدو أن مواردهم بسيطة
ولكن ما فائدة المال دون مشاركة أو سعادة وهي تعرفه إنه حنان يمشي على قدمين ومن المؤكد أنه يغمرها بأشعارهالرقيقة
وأكيد هي سعيدة بمحبته لها بعكسه إنها لا تشعر بأي ميل تجاه هذا الطاووس الذي يمشي بجانبها إنها ليست سعيدة بزوج يتجاهلها وأحيانا تشك في خيانته.
إنه الحظ العاثر
ولنقفز إلى زوجها وزوجته ولنبدأ بالزوجة
التي ما رأتها حتى قالت لنفسها حظوظ إنها لاتساوي قرش في سوق النساء ولكنه الحظ
هي أجمل منهاألف مرةولكن الأزياء والماكياج يجعل من الفسيخ شربات.
وأكيد الأطفال مع الدادة بعكسي أنا أحمل أولادي حيثما تحركت لعن الله الشعر الذي أوقعني مع هذا الرجل كيف انبهرت بهءا الخامل الذي لايحسن شيئا عل الإطلاق ودائم التعنيف لي ودائم الرفض والسخط لحياته معي ولعن الله الفقر الذي
يجبرني على الاستمرار مع هذا الكسول
الذب يعود من عمله يكتب ويكتب ويضع مايكتب في أدراج المكتب ويقتص من ميزانيتنا المتواضعة ليشتري ورقا دون ان يفكر بأن أولادنا أولى بهذا المال
عكس هذا الرجل الذي يدلل زوجته وجعل منها أميرة إنه الحظ العاثر.
والزوج الغني ينظر للزوج الآخر ويقول في نفسه هذا الشخص يبدوا سعيدا في حياته برغم بساطة مظهره وجمال زوجته الطبيعي الخالي من المساحيق ويبدو عليه الرضا بحياته ولما لا زوجة محتشمة لاتضيع ميزانية عائلتين في التبرج والزينة وميزانية أخرى للتحاليل والأشعات من أجل الحمل الذي لايثبت وتريد مني أن أترك عملي وأجلس بجوارها لقد كرهت بسببها كل السيدات بحثت عن الجمال ولكنه ليس كل شىء
إنه الحظ العاثر.
يبدوا أن أحدا لا يرضى بالنصيب...
أشرف محمود عيسى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق