الأربعاء، 6 يوليو 2022

حيما البطل بقلم سمير عبد العزيز

من كتاب ( حكايات حارة شميس )
سمير عبد العزيز
- حيما البطل
حيما ...هو كل ما نعرفه عن اسمه ..طويل القامة قوى البنيان خمرى البشرة مجعد شعر الرأس ذو ملامح جامدة يرتدى بنطال جينز وتى شيرت بدون أكمام لإبرازعضلاته .. يظهر فجاة حاملا على أحدى كتفيه جزع شجرة ضخم يطوف به شوارع وحارات جزيرة امبابه مستعرضا قوته وكنا ونحن صغار نلتف حوله ونمضى خلفه ونهتف ..حيما البطل ..حيما البطل.
كما ظهر فجاة يختفى فجاة... الى أن يرنو الى أسماعنا هتاف الصبية فى الحارات المجاورة .. حيما البطل
فنعرف أنه عاد فنهرع اليه ونشاهده وهو يستعرض قوته ونهتف ..حيما البطل ..حيما البطل.
ويتكرر ظهوره ثم اختفاؤه....
حمدى طاحونه
الولد الوحيد على خمسة بنات ... وهو الابن الاصغر لعائلة حامد ..زاملنى أيام عهد الدراسة الأابتدائية.. أطلقنا علية لقب طاحونه لكثرة ما كان يلتهم من أطعمة دون هوادة .. اشتهر بتربية الكلاب بعد أن هجر التعليم منذ المرحلة الابتدائية ..هام على وجهة فى شوارع وحارات امبابة وكان كثير الشجار مع أترابه من الصبية .. الحقه أبوه بعدة حرف لكنه لم يفلح فى واحدة منها ... اختفى عن الأانظار فترة طويلة... وعاد بعد رحيل والده وعلمنا أنه تزوج باحدى الفتيات فى صعيد مصر وانجب منها .. وما لبث أن اختفى مرة أخرى .
وفى صباح أحد الأيام ورد الينا نبأ وفاته .
كراره
عندما ساقتنى قدماى الى شارع سيدى اسماعيل فى معية أمى ... رأيت لأول مرة كراره...طفل يافع...يساعد أمه فى بيع الخضروات ويجلب لها البضاعة .. وبمرور الوقت تكررت رؤيتى له....وأمسى اسمه يتردد على كل الألسنة فضلا عن منادة أمه بأم كراره....وتمضى السنوات ويعاودنى الحنين الى ذكريات الحارة وأيام الطفولة والصبا ...أجلس على مقهى سمارة فى شارع سيدى اسماعيل والذى يقع على بضع خطوات من حارة شميس أشاهد البيوت وأحدق فى الوجوه ...يقع بصرى على وجة كراره ...لم تستطع السنين طمس ملامحه ... وأفلحت فى وهن خطواته ...فبدى عجوزا يجر وراءه أيام التعب والشقاء
بقالة الحاج فوزى البدرى
فى مواجهة باب الحارة تقع دكان الحاج فوزى ...مساحتها كبيرة ...تظهر حوائط الدكان من الداخل بأرفف خشبية وضعت عليها البضائع مثل زجاجات الزيت وعلب السمنة والمعلبات وغيرها ..فى واجهة الدكان يوجد استاند خشبى جزءمنه ثابت يتم من خلاله حركة البيع والشراء وجزء متحرك لدخول وخروج العاملين بالدكان...تميز الحاج فوزى بصرامة الوجه وحدة الكلام ...فضلاعن طول قامته وقوة بنيانه ...وكان يتكأ على عكاز مرتديا بالطو زيتى اللون ...قلما رأيناه واقفا داخل الدكان فقد اعتدنا على رؤيته جالسا على كرسى موليا وجهه شطر الشارع
فى عصر احد الايام أذاع مسجد سيدى الشجيع القريب من حارة شميس والذى اعتاد الحاج فوزى أن يصلى فيه خبر وفاته.
May be an image of outdoors

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

علمتنا غزة بقلم كريم كرية

  علمتنا  غزة كيف يكون الصبر على المصائب علمتنا  غزة ٱن الٱخ اليوم لم يعد سندا بل نحن في زمن العجائب علمتنا  غزة معنى الرجولة و لو كلفت ٱغلى...