الثلاثاء، 5 يوليو 2022

أسئلة وجمل اعتراضية بقلم سكينة الشريف

أسئلة وجمل اعتراضية إنقسامية
سكينة الشريف
مصر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١- من تحب أكثر أنا أم ماما؟
٢- أنت تحبين أهلك اكثر من زوجك!! 
وأنت أيضا تحب أمك واخوانك أكثر من زوجتك !! 
٣- حين اختلفت أنا وأهلك وقفتِ لصف أهلك وأنا زوجك ومن المنتظر أن  تقفين في صفي. والعكس أيضا!!! 
مع احترامي لمن يستخدم تلك الأسئلة والجمل الاعتراضية
اسمحوا لي أن أقول وأقدم إعتذاري، كم هي أسئلة وجمل اعتراضية  بلهاء 
لا تنم عن رقي أو تربية سوية أو تصالح مع النفس والآخر
أرى الآن من يقول إنه مجرد مزاح قد يكون كذلك في ظاهرة لكن باطنة توجد بذرة حقد، وغل دفين، وغيرة قوية، وشعور بالنقص وعدم الثقة 

نناقش معا كل سؤال أو جملة اعتراضية  بالترتيب وحسب أهميتها وتأثيرها
السؤال الأول
من تحب أكتر بابا أم ماما؟!! 
حين يسأل أحد الطرفين ابنه هذا السؤال فإنه يقوم بأسوأ شيء اتجاه هذا البرعم البريء الأبيض دون عمد منه ألّا وهو انشطاره إلى نصفين، فيحدث خلل داخل عقل الطفل، ويدخل في صراع إما أن يرد الرد الدبلوماسي أحب الجميع، وهو بداخله ذبذبة وخيارات ومفارقات ، 
أو يجول بخاطره في ثوان معدودة ما يفعله كل طرف من جلب الهدايا أو مداعبة أو اهتمام فينحاز إتجاه المصلحة، فيحدد واحد فقط ويقول أحب ماما أو بابا حسب من يعطي أكثر. 
هنا نربي دون أن نشعر طفل صاحب مصلحة انتهازي، وصولي،   انتماؤه لمن يعطي أكثر، فأصبح حبه لوالديه مشروط بحجم العطاء
 وحين يصير شابا يافعا ويكون جاهزا لخوض معارك الحياة، سيكون وصولي، متسلق، ينحاز لمن يستفيد منه أكثر، سريع التخلي، غير مخلص، انتمائه دائما لمن يعطي أكثر
وبشراكم أيها الآباء والأمهات بنضح نتاج تربيتكم  فكل إناء ينضح بما فيه. وأول من يتخلى عنهم هم رفقة أبويه وعدم برهم. 

الاعتراض الثاني
أنت تحبين أهلك أكثر من زوجك!! 
وأنت أيضا تحب أمك وأخوانك أكثر من زوجتك!!!
 
اعلموا جيدا أن أصحاب هذه الاعتراضات هم بعينهم
الأطفال الصغار الذين تربوا على هذا السؤال الاول من من تحب أكثر بابا أو ماما أو خيارات لباقي الأهل مثل العم والخال والعمة والخالة 
هم بعينهم بإنشطارهم، بثقتهم المنعدمة، بفقدهم الانتماء الفطري لحب الأبوين معا دون شرط أو قيد. 
قلب الإنسان فطرة الله على حب الجميع إلى أن يلوث بالمعاملات والسلوكيات التي تفقده رويدا رويدا هذه الفطرة الربانية
فما التعارض هنا أيها الزوج وأيتها الزوجة بين حب أحدكما للآخر  وحب كل منكما لأهله فهذا الحب وجهان لعملة واحدة، فلكما حب في القلب بقدر حب الأهل مع الاختلاف ولو كان غير ذلك فهذا مخالف للفطرة الإنسانة التي خلقنا الله بها،  ومخالف لكل نواميس الكون والطبيعة
هذا  الاعتراض يخلق كمًا من المشاكل الأسرية التي لا حصر لها، ويفقدها الراحة والاستقرار، ويستنسخ لنا جيلا آخرا بنفس العقلية العقيمة. 

الاعتراض الثالث والأخير
حين اختلفت أنا وأهلك وقفت لصفهم وانا زوجك من المنتظر أن تقفي لصف زوجك، والعكس أيضا!!! 
إن العلاقة الزوجية ليست تحديات، وحروب، واتفاقات، وانحياز انها مودة ورحمة
علاقة النسب يجب أن تكون عضدا للطرف الثاني وليس شوكة في قلب الأسرة الصغيرة، نسب يقويني فيصبح لي عزوة وسند. 
والموقف الإيجابي والشرعي  يجب أن يكون لجانب الحق مهما كانت العلاقة والنتائج ولكن بحنكة وذكاء ولطف لتهدئة الطرفين  والنية الخالصة  لوجه الله، 
نقف لجانب الحق لنصرة الحق وليس نصرة لأشخاص وحين نخلص النية سيكون الصلح والتوفيق إن شاء الله تعالى. 

لا يضع أحد منكم الآخر في موضع خيار سيكون نهاية وانهيار الأسرة سيزداد الشرخ وتنقسم المشاعر ويخلق جوا من المشاحنات التي تنغص الحياة
وأحيانًا يجبر طرف على الاختيار من قسوة الضغط من الطرف الآخر وهنا نقول وداعا أيتها الأسرة وأهلا بضياع الأولاد والمجتمع ، و الانقسامات وأهلا بدور المحاكم المكتظة بمختلف القضايا الأسرية. 

اللهم رب لنا أولادنا واهد لنا أزواجنا وزوجاتنا فأنت مولانا والقادر على ذلك
اللهم أبدل قلقنا وجميع المسلمين سكينة، وهمنا انشراحا، وسخطنا رضا، وخوفنا طمأنينة، وعجزنا قدرة، وضيقنا فرجا، وعسرنا يسرا، وضعفنا قوة، يا رب يا قادر يا مقتدر"
وصل اللهم و بارك على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين أجمعين وسلم تسليما كثيرا 
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلّا أنت أستغفرك وأتوب إليك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...